تُظهر العصافير تنوّعاً، عند بناء أعشاشها في كل مرة، حيث وجدت دراسة «اسكتلندية» أن بناء الأعشاش هو من مهارات «التعلّم» عند الطيور «وقت التزاوج» وليس أمراً فطرياً، حيث إن بعض «الطيور» تبني عشها بطريقها مختلفة عن غيرها من نفس الفصيلة، وحسب احتياجها وليس ضمن «نموذج جيني»، بل تتطور «الأعشاش نوعياً» بتطور الحاجيات في كل مرة.
كان لا بد أن أحمل هذه الدراسة التي نشرتها وكالة الأنباء الأمريكية «يو بي آي» لأحد معارفي الذي ينوي أن يبني «بيت العمر» لأحثه على الاستفادة من» تجدد الأفكار» والبعد عن «نمطية تصميم البيت السعودي» الصامتة، والتي تعود «لثقافة تقليدية» ألزمنا بها أنفسنا، وأفقدتنا مساحات واسعة من «منازلنا» دون استفادة طوال «أيام العام» مثل «المجالس المغلقة» والتي قد يتعرّض أثاثها للهلاك وهي «لم تفتح» إلا أياماً قليلة خلال العام، «فمناسباتنا الكبيرة» تُقام بالعادة «خارج المنزل» بينما تحوّلت منازلنا إلى ما يشبه الغرف المظلمة بسبب الجدران الصامتة ما بين مجلس الرجال ومجلس النساء وتلك المساحات «غير المفتوحة» على بعض وفقدان «البلكونة المطلة» التي تدخل الهواء والشمس للبيت.
بكل تأكيد نحترم «العادات والتقاليد» ولا ندعو لتجاوزها، ولكن هذا لا يتعارض مع التجديد في «تصميم المنازل السعودية» من الداخل بطريقة أكثر «انفتاحاً» في المساحات لتُشعر «ساكنيها» بالراحة، فنحن للأسف حوّلنا بيوتنا إلى ما يشبه «السجون» بكثرة الأبواب، والممرات، والجدران العازلة، فيما كان بالإمكان أن تكون تصاميمنا أكثر سهولة وبساطة بالبعد عن «التعقيد» مع الحفاظ على «خصوصيتنا».
البساطة في التصميم حتى في تلك «الشقق الصغيرة»، تنعكس على «مزاج أهلها» ونفسيتهم وتشعرهم بالراحة، فهي تعكس منظراً جميلاً، وبتكلفة أقل من أطنان «الحديد والأسمنت» التي نُلزم بها «أنفسنا» عند البناء أو الترميم أو التعديل.
إن أغلب بيوتنا اليوم للأسف باتت مصدراً «للاكتئاب» دون أن نشعر بذلك، بسبب «فقداننا» أو «تجاهلنا» للطريقة الصحيحة والمساحات الكافية لإضافة أي أثاث وإكسسوار «لتحسين المزاج»، بل إن هناك ممن يشترون «أثاثاً» من الصين أو غيرها, يصطدمون بكبر القطع المستوردة وصغر المساحات لديهم، ليحشروها بطريقة «غير متناسقة» وبالتالي تكون سبباً إضافياً في تشويه بيوتهم وتعكير أمزجتهم.
إذاً ما الحل؟!
سواءً كنت مالكاً أو مستأجراً، تسكن «فيلا» أو «شقة» اتخذ «القرار الصحيح» بإلغاء «الجدران والعوازل» فوراً بين تلك المساحات الصامتة و»غير المستخدمة» والمغلقة من غرف الضيوف والمعيشة وما شابهها، واجعل منزلك أو شقتك «مصدراً لراحتك» بتعديل تلك الأخطاء في «التصميمم» لتنعم بتحسن في «المزاج».
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net