جدة - راشد الزهراني

لم يعد ضياع الحجاج أو تداخل بياناتهم، هاجساً يراود المطوف خليل حامد فردوس، بعد أن ابتكر، بمساعدة آخرين، برنامجاً إليكترونياً يراهن على أنه سيكون مفتاحاً لتلبية جميع احتياجات القطاعات الخدمية ذات العلاقة بخدمة الحجاج أو المعتمرين.

ولمعت فكرة البرنامج في ذهن فردوس قبل ما يزيد عن 15 عاماً حين كان يعمل في إحدى مجموعات الخدمة الميدانية للحجيج: «كنا نواجه مشكلة ضياع الحجاج بعد أدائهم طواف الوداع، فبدأنا بتدوين عناوين سكن الحجاج ليسهل علينا إيصالهم إلى مساكنهم».

وعام بعد آخر، أخذت الفكرة في التطور، وتضاف إليها أفكار أخرى حتى انتهت إلى تسجيل كامل لبيانات كل أفراد فوج الحجيج: «اجتمعت بعدها مع المطوف علاء أمين فخراني وخرجنا بمقترحات عديدة أهمها تسجيل هذه البيانات إليكترونيا بسماعدة من المهندس هشام عبدالله هاشم».

عام 1430 اكتمل المشروع الحاسوبي، وفي العام الذي يليه دخل البرنامج الإليكتروني حيز الخدمة. وتقوم فكرة البرنامج على تسجيل بيانات الحجاج من واقع جوازات سفرهم بالماسح الضوئي وتسجيل بيانات سكنهم بالتفصيل ورسم كروكي يوضح عنوان السكن عبر (جوجل إيرث).

كما يتضمن تسجيل وسيلة النقل ومواعيد وصولها لنقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة وتوزيعها على الشركات أو البعثات أو الوكالات بمعادلة موزونة للنقل العادي أو النقل الترددي وتوزيع الحجاج حسب أعدادهم النهائية على المخيمات المخصصة لهم.

ويقول فردوس إن البرنامج يهتم كذلك بشئون الحجاج العامة من حيث الحالة العامة للحاج حتى مغادرته للرحلة المقلة له إلى بلده: «كما يهتم البرنامج بطباعة تصاريح مؤقتة لزيارة بعض مدن المملكة المسموح له بزيارتها حسب التعليمات الصادرة من الجهات المختصة».

لكن أبرز ما يتميز به البرنامج هو القدرة الفائقة على ضبط الأمور المتعلقة بالوثائق ومطابقة الجوازات: «نحن نتحدث عن عشرات الآلاف من الجوازات. هناك أسماء متشابهة وصور متقاربة، لكن بفضل هذا البرنامج تمكنا من التغلب على هذه المعضلة».

يعتمد البرنامج أساساً على أخذ صورة من الجواز عبر الماسح الضوئي وبالتالي لا يحتاج مكتب الخدمة الميدانية إلى الرجوع للجواز إلا عند المغادرة النهائية من المجموعة: «أما عند الحاجة للجواز فيتم سحب صورة طبق الأصل منه عبر البرنامج ويحفظ الجواز داخل الخزانة الإلكترونية».

حقق البرنامج نسبة نجاح ناهزت الـ 85%، خلال تطبيقه في موسم العام الماضي، بحسب فردوس، الذي يفاخر بأن برنامجه هذا ساهم في الكشف عن حالات تزوير: «هذا البرنامج كشف جوازات مزورة، أحلناها للجهات المختصة».

ويعتقد فردوس أن تعميم البرنامج على جميع مؤسسات الطوافة بأمر من وزارة الحج سيكون له أثر فاعل في تطوير خدمات الحج: «نطالب فقط بمنحنا فرصة لعرض برنامجنا على المسؤولين في الجهـــات الحكومية المعنية بخدمة ضيوف الرحمن والتباحث معهم ووضع مقترحاتهم لتطوير البرنامج خصوصاً وأن هذا البرنامج من أفكار وتطوير وتنفيذ أبناء هذا الوطن، وهذا أقل شيء يمكن أن نقدمه لبلدنا».