يخطئ كثيراً من يعتقد بأن الصلات الوثيقة -التي نشاهدها الآن- في قمم مجلس التعاون هي صلات بدأت ببدء هذه القمم بل هذه الصلات قديمة، وهناك العديد من النصوص في كتب التاريخ المحلي لدول مجلس التعاون تتحدث عن صلات سياسية بين القيادات، وصلات اجتماعية واقتصادية وثقافية بين الشعوب، وهي جديرة بالتوثيق.
ولعل من المواقف التي تؤكد هذا الأمر أن الملك عبد العزيز طيب الله ثراه مر بثلاث دول من دول الخليج العربي قبل عودته إلى وطنه مسترداً الرياض عاصمة آبائه وأجداده.
يقول الدكتور صالح الراجحي في بحث نشر له تحت عنوان (علاقات المملكة العربية السعودية بدول الخليج): لقد كانت قطر أول محطة يمر بها الإمام عبد الرحمن وابنه عبد العزيز في طريقهما إلى البحرين التي استضافتهما عام 1309هـ / 1891م، في أول رحلة خارج نجد، حيث كان لها وقع لا ينسى جعل المملكة تقف وباستمرار مواقف نبيلة تجاه البحرين حتى يومنا هذا. وقد كانت الكويت، التي وصلها في منتصف عام 1310هـ /1892م آخر المحطات الثلاث التي استقر فيها عبد العزيز لعقد من الزمن، وكانت بمثابة المدرسة الأولى التي أكسبته العلم والمعرفة والحياة الحضرية، حيث تعرف على أصول السياسة والاتصال وفن الزعامة مما هيأه ذلك للانطلاق بفكره وعقله وفنه لتحرير ما اغتصب من أرض آبائه وأجداده واستردادها، وقد كتب له ما أراد واسترد الرياض في الخامس من شوال 1319هـ / 1902م، وكان ذلك الإنجاز البداية الحقيقية لاستعادة معظم ما تبقى من ملك آبائه وأجداده، واسترداد آل سعود مكانتهم.
هذا ما ذكره الراجحي وهو يدل على عمق العلاقة بين دول الخليج وأنها علاقة تجاوزت العقود إلى القرون.
ومع علمي بأن هناك العديد من الكتب والبحث والدراسات توثق شيئا من هذه العلاقات المميزة فإني أجزم بأن الساحة الثقافية تتطلب المزيد من الدراسات في هذا المجال.
tyty88@gawab.comفاكس 2333738