جامعة الملك سعود، ذاك الصرح العلمي العظيم الذي تضافرت في تألقه جهود رجال مُخلصين على مدى سنوات من العطاء والنماء التي واكبت تطورات العصر في شتى مجالات العلوم، لتحقق التقدم في مجتمع المعرفة، فقد تخطت هذه المنظومة الأكاديمية في الثلاث سنوات الماضية كل المقاييس بقيادة معالي الأستاذ الدكتور - عبدالله بن عبدالرحمن العثمان، ذلك الرجل الذي لا نمتدحه إلا لأفعاله وإنجازاته المتطلعة الملحوظة والموجهة لكل نجاح يُلامس الواقع ويحقق المقصود، بتحفيزه المبادرة لكل فكرة تحقق التقدم العلمي وتُرسخ أهمية تعزيز البحوث العلمية الأكاديمية التي تخدم الإنسانية، وتحقق مصالح المجتمع والدولة بجهود علمائها وأبنائها المخلصين، ذلك القائد الذي أبرز الدور الريادي لجامعة الملك سعود ونهض بها في المحافل والمنافسات الدولية في زمن قياسي غير مسبوق، وبسعي حثيث يُجسد خطط التنمية الطموحة التي تتبناها حكومتنا الرشيدة وما يتطلع إليه ولاة أمرنا -حفظهم الله- ببذل الغالي والنفيس من أجل الارتقاء بالوطن والمواطن، ولعلي لم أعجب ولا استغرب من مستوى المصارحة والمكاشفة التي تبنتها صحيفة رسالة جامعة الملك سعود في عددها الصادر رقم (1079) وتاريخ 22-1-1433هـ فقد تجلت روعة شفافية متناهية من خلال ترجمة نص مقال مجلة « ساينس « رغم ما فيه من اتهامات تستنكر على جامعة الملك سعود ما وصلت إليه من مكانة دولية في التصنيفات العالمية، وتقدح في نشاطاتها البحثية التي تفوقت وبرزت في كثير من المجلات والدوريات والتصنيفات العالمية الرائدة، ذاك المقال الذي تضمن انتقادات جائرة بقصدية تفوح من بين حروفها رائحة التجني والمغالطة الحاقدة ضد حقيقة المكانة العلمية والبحثية لعدد من الجامعات في المملكة العربية السعودية، ولعل المتأمل الفاحص للواقع بموضوعية منهجية سيُدرك أن قيادات جامعة الملك سعود لاسيما في السنوات القليلة الماضية خطت خطوات واثقة نحو التخطيط المنتج والهادف لكل ما يُحقق الارتقاء بفضل من الله ثم بفضل عقول نيرة يقودها معالي مدير الجامعة أ.د. عبدالله العثمان وسعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي د.علي الغامدي بتوجهاتهم المتفانية العارفة لما يجب أن يكون، فقد خططوا بروح الفريق لإستراتيجيات حكيمة مُعلنة نحو نشر ثقافة الحوار والتعاون على أساس من الطرح العلمي والموضوعي الهادف للارتقاء بمستوى الأداء لدى الكوادر الأكاديمية، وتحسين مستى الإنتاجية بتطوير كل ما يتعلق بالجوانب البحثية وتدعيم القدرات والمهارات التحصيلية التي تُعزز التفكير الإيجابي لدى جميع طلاب وطالبات الجامعة بما يُحقق جودة المخرجات من خلال الخدمات التي تُقدم بأساليب علمية وإدارية ناجحة لا تقبل التشكيك أو المساومة، فهنيئاً لكم يا معالي مدير الجامعة بتلك النجاحات المُحققة - رغم كيد الحاقدين - فقد أثبتم بأنكم أهل لها، وهنيئاً للوطن ولنا بكم وبهؤلاء الرجال المخلصين المتفانين في عطائهم.
ولعلي لا أملك لك أيها القارئ الكريم سوى أن تعلم بأني أحد أبناء جامعة الملك سعود وواحد من خريجيها الذين نهلوا من ينبوع علمها وتزودوا من جزيل عطائها على مدى سنوات دراستي الجامعية في مرحلة البكالوريوس ومن ثم الماجستير، فقد تخرجت من كلية التربية بجامعة الملك سعود في عام 1413هـ لألتحق بالعمل التربوي بوزارة التربية والتعليم، ومن ثم عُدت في عام 1423هـ لإكمال دراساتي العليا في مرحلة الماجستير، وها نحن الآن في عام 1433هـ وأنا وكثير من أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء نجد فرصتنا التي طالما حلمنا بها وقد تحققت كنتاج للجهود الحثيثة التي تبذلها قيادة جامعة الملك سعود وكجزء يسير من إنجازاتها الطموحة المتألقة، وذلك بإتاحة الفرصة لأبناء هذا الوطن حتى من خارج منظومة الجامعة للاستفادة من جزيل خدماتها المقدمة في اجتذاب الباحثين لإكمال دراساتهم العليا للحصول على درجة الدكتوراه في جامعتنا التي احتضنت أمالنا وحققت طموحاتنا.
لقد مرت جامعة الملك سعود بكثير من المتغيرات منذ إنشائها ولكنها في السنوات الثلاثة الماضية وصلت إلى ما نشهده حاضراً يتجلى بنهضة تطويرية فاقت كل التصورات والتوقعات وعلى جميع الأصعدة والمجالات، فقد عدنا بعد سنوات فوجدنا تطوراً مُبهراً في كل ما تقدمه الجامعة من خدمات، ناهيك عن تلك التطورات التأسيسية للعديد من المشاريع التنموية التي لم تأتي من فراغ!! بل هي نتاج فكر رجال نذروا جهودهم ووقتهم للوصول إلى ما يرتقي بمستوى الجودة، هذا التألق السريع الذي جعل كثير ممن لا يُدكون معنى التفوق النوعي يُغالطون في فهم حقيقة ما يحدث ويحاولون نسج الأكاذيب ووضع الافتراضات والاستنتاجات العشوائية ويسلموا بها على أنها وقائع وحقائق وهم عن المصداقية بعيدون!! فمن يملك الحكم على شيء لم يعايشه واقعاً حياً ومن يملك التقرير والحكم على نمو مُتسارع وهو لم يشهد تفاصيله ولم يتابع مراحل تقدمه كما كنا نتابعه ونشهده بدعواتنا المخلصة بأن يُقيض الله لنا من عباده المخلصين الصالحين!! فجامعة الملك سعود تشهد تطوراً غير مسبوق بفضل من الله ثم بجهود قائدها معالي الدكتور - عبدالله العثمان، وهذه حقيقة وليس فيها شيء من التملق أو المُبالغة !!
فقد عُدنا للجامعة كدارسين في مرحلة الدكتوراه وباحثين مزودين بخبرة ميدانية تحتاج إلى مزيد من الصقل الذي ينمي مهاراتنا العلمية وقدراتنا البحثية، فلمسنا قفزة حقيقية بارعة فيما يُقدم لنا من علم ومعرفة وبمستوى يُحقق أكثر من تطلعاتنا التي كنا نأملها في جامعتنا المتجددة بقياداتها المتفانية الفاعلة، وقد تم ذلك الإنجاز في زمن قياسي وبجهود مُثمرة كنا نتابعها جميعاً على مدى ثلاث سنوات ماضية، فقد دُشنت وأسست معالم واقع ثابتة من قبل قيادة كريمة متطلعة لم تدخر أي جهد في سبيل خدمة هذا الوطن ونفع أبنائه في كل ما يعود عليهم بالمصلحة والنفع، حيث تم تأسيس مشروع ريادي فريد وهو مشروع (أوقاف الجامعة) كما شهدت الجامعة مشاريع علمية متعددة ناجحة من مثل برنامج الأستاذ الزائر، وبرنامج استقطاب أعضاء هيئة التدريس المتميزين من جميع أنحاء العالم، واستقطاب الباحثين المؤهلين دولياً من ذوي القدرات المتميزة، وندب وإيفاد وتفريغ علمي لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، واستقطاب علماء حاصلين على جوائز علمية، وبرنامج زمالة عالم، وبرنامج الملكية الفكرية، وبراءة الاختراع، وإدارة التعاون الدولي والجمعيات العلمية، وكراسي بحث نوعية في كثير من التخصصات، وإبرام عقود واتفاقيات داخلية ودولية وغيرها الكثير.
فكيف لا يخجل من يتجنى على المكانة العلمية لجامعة الملك سعود والتي تواكب في مضامين نهضتها كل تلك التطورات النوعية الغير مسبوقة!! فتلك الافتراءات الملفقة من قبل مجلة « ساينس « والتي دحضتها رسالة الجامعة بالشفافية والمصارحة على لسان كل من العالم بول ميشيل أستاذ علم الأحياء والكيمياء الحيوية الصيدلانية من جامعة هونج كونج، والعالم جاك ديمونت من كلية الطب بجامعة بروكسل الذي أعلن استياءه مما قرأه في تلك المجلة، والتي أجزم ويجزم كل إنسان غيور بأن هذه المجلة بنت مقالها وفق آراء حاقدة ومعلومات مُضللة تسعى للنيل من نجاحات رجال نذروا أنفسهم لما يُعلي من قيمة الجامعات السعودية ويحقق لها الريادة التنافسية المتقدمة على جميع الأصعدة الدولية، وفي شتى المجالات البحثية والعلمية، وقد أكد الكثير من الأكاديميين والعارفين بجهود إدارة الجامعة وأجمعوا على عدم منطقية وصدق تلك الاتهامات الملفقة والتي تتعارض مع مضامين حقائق ملموسة جلية تُشير بدلالات واضحة على جهود قيادة حكيمة ونهج قويم، فمن هم داخل المنظومة من المنصفين المتصالحين مع أنفسهم أقدر على الحكم العادل عليها من المغالطين الذين يصطنعون الانتقادات ويختلقون الأكاذيب الملفقة، كما أن من هو خارج المنظومة ولم يقف على ما تتضمنه حقيقة إنجازاتها النوعية فإنه لا يعلم من أمرها إلا ما يقرأ أو يسمع (وليس من سمع كمن رأى)..
أسأل الله أن يُبارك لنا في جهود معالي مدير الجامعة وقياداتها المخلصين المتفانين، وعزز اللهم نجاحاتهم رغم كيد الحاقدين فإنجازاتكم فخر وعز لنا ولوطننا الغالي، شاكرين أفضالكم ومُباركين جهودكم التي لا يُغفلها ولا يتجاهلها المنصفون.
مشرف تربوي بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض