سبق أن حذَّرنا من الوجوه الغريبة التي تكاثرت في شوارعنا وفي محلاتنا التجارية وفي أحواش الإبل وحظائر الأغنام وبالقرب من بيوتنا: ولم نتوقّع أن تصل الأمور إلى هذا الحد من الخطورة على الأرواح والممتلكات،
وكان اعتقادنا أن كل من يأتي إلى هذه البلاد بصورة نظامية هدفه لقمة العيش الشريف ولا يملك أي نوايا شريرة أو أعمال إرهابية انتهت بقتل عدد من المواطنين السعوديين والمقيمين؟
لقد نشرت (الجزيرة) في أعداد سابقة بعض الحوادث التي كان ضحيتها أناساً أبرياء أخذتهم الطيبة والمروءة والشهامة لمساعدة بعض المجرمين دون علمهم وإنما جاء من دوافع إنسانية وأخلاقية؛ وأقرب مثال ما تعرّض له المواطن ورجل الأعمال صالح الدخيل قبل عدة أسابيع والذي شاهد رجلاً يرتجف من البرد يقف على قارعة الطريق فأوقف سيارته وأركبه والنتيجة أن هذا المقيم قام بقتله غيلةً غدراً وعدواناً دون وجه حق وسلب نقوده وسيارته وبحمد الله تم القبض عليه؟
إن ديننا الحنيف يأمرنا بأخذ كل والسائل والأسباب التي تؤدي إلى منع الشر، ومن مبدأ أن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين فإنه من الواجب ومن الأهمية القصوى أن يتكاتف المجتمع ويقف صفاً واحداً في وجه كل أصحاب الجرائم وعلى مختلف مستوياتهم وأن يكون المجتمع كما عُرف عنه يملك قوة الإيمان وقوة الإرادة والشعور بالمسؤولية..
إن المجتمع بحاجة إلى الاستقرار والبعد عن كل الشرور والجرائم، من هنا لا بد من الوصول إلى حل للمشكلات وإيجاد وسائل عاجلة من خلالها يتم التأكيد على كل مكاتب الاستقدام والسفارات السعودية بالخارج، إنه لا بد أن يكون هناك ضوابط ومن أهمها التأكد من الشخص المستقدم أنه لم يسبق له أن ارتكب أي جريمة من المحتمل نقلها معه إلى المملكة والطلب من دولته ما يثبت أنه حسن السيرة والسلوك، وإذا لم يثبت ذلك فلا داعي لاستقدامه إلى بلاد الحرمين خاصة إذا علمنا أن بعض من ارتكبوا جرائم مؤخراً اعترفوا بأنهم نفذوا عدداً من الاغتيالات في أوطانهم. إن مكاتب الاستقدام مسؤولة مسؤولية كبيرة أمام الله ثم المجتمع وخصوصاً أن مندوبيهم لا يهتمون بسلوكيات الشخص المستقدم بقدر ما يهتمون بالمبلغ الذي يدفعه! لا نريد على الإطلاق أن تكون مكاتب الاستقدام سبباً في قتل عدد من الأبرياء في بلد الأمن والخير والعطاء، إنها دعوة صادقة وعلى جهات الاختصاص أن تدرك الأهمية التي وصلت إليها الأمور والضرر الذي تعرضت له بعض الأسر في فقد عائلها.. ومرة أخرى نحذِّر لأن أرواح المواطنين غالية.