|
تعمل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية معاً منذ سنوات عديدة لمكافحة سرطان الثدي، وقد حقق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشعب المملكة العربية السعودية تقدماً مثيراً للاهتمام في هذه القضية، ففي عام 2009م أنشأت جامعة الملك عبدالعزيز أول مركز متميز لسرطان الثدي في المنطقة شكلت هذه لحظة من الاعتزاز بالنسبة للمملكة العربية السعودية وخطوة مهمة في كفاحها ضد سرطان الثدي.
وفي هذا العام نظمت مؤسسة زهرة لسرطان الثدي أول حدث من نوعه في الرياض للمشي في سبيل العلاج لدعم التوعية حول سرطان الثدي وكان هذا إنجازاً مؤثراً وقد شاركت في المشي أكثر من خمسين امرأة من السفارة الأمريكية.
تنفذ المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) عدداً من المشاريع المبتكرة في المملكة العربية السعودية تهدف إلى بناء القدرات المحلية المهنية لدى العاملين في مجال الرعاية الصحية السعودية، ومنذ عام 1988م، تعمل هذه المراكز مع وزارة الصحة السعودية، والشؤون الصحية للحرس الوطني، وغيرها من الشركاء السعوديين لتقديم المساعدة التقنية وتعزيز أنظمة ومؤسسات الصحة العامة في المملكة العربية السعودية.
وفي هذا الشهر انضم مستشار مقيم جديد من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) لبرنامج التدريب الميداني لعلم الأوبئة (FETP) التابع لوزارة الصحة السعودية والبرنامج هو عبارة عن مشروع مشترك مع دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة السعودية الذي يقدم التدريب للأطباء السعوديين حول تعزيز السياسات والبرامج والممارسات لمراقبة الأمراض والإصابات والوقاية منها والسيطرة عليها ويتم التركيز في هذا المشروع على كيفية التحديد، والتخفيض أو الوقف لأعباء الإصابات وانتشار الأمراض، مثل الملاريا، وفيروس نقص المناعة المكتسب - الإيدز، والتسمم الغذائي، والأمراض المعدية الأخرى، ومنذ عام 1988م قدم البرنامج المكثف الذي إستمر لفترة عامين تدريباً لأكثر من 130 طبيباً سعودياً وعدداً من الأطباء من سلطنة عمان.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) للسنة الثالثة على التوالي مع وزارة الصحة السعودية في مشروع تعاوني لحماية صحة الحجاج في موسم الحج. فقد أدى أكثر من 3 ملايين شخص من حوالي 140 بلداً مناسك الحج هذا العام. ويطرح هذا التجمع السنوي الضخم من البشر العديد من التحديات للصحة العامة، بما في ذلك احتمال انتشار الأمراض المعنية. عملت المراكز الأمريكية (CDC) مع وزارة الصحة السعودية لتصميم، وتطوير، ونشر نظام جوال لمراقبة الأمراض من أجل تحديد أية احتمالات لتفشي الأمراض وتعقبها. ويهدف النظام إلى اكتشاف العلامات المبكرة للتفشيات كي تتمكن وزارة الصحة من اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتحقيق في أسباب الأمراض ومنع انتشارها لضمان تمكن الحجاج من التركيز على القيام بشعائرهم الدينية في بيئة آمنة وصحية.
ويمتد التعاون السعودي- الأمريكي في مجال الطب إلى التعليم والتدريب، مع توجه أعداد متزايدة من الطلاب والأطباء السعوديين إلى الولايات المتحدة للالتحاق بكليات الطب وزيارة الروابط بين المؤسسات الطبية السعودية والأمريكية وتشكل جامعة جازان إحدى الجامعات الرائدة في مجال إيفاد الطلاب إلى الولايات المتحدة بعد أن وضعت برنامجاً للتبادل الطلابي مع جامعة إيلينوي - شيكاغو، وجامعة جورج واشنطن تعمل برامج التبادلات الطبية جنباً إلى جنب مع برنامج الملك عبدالله للمنح الذي دخل الآن سنته السابعة.
ويكون العديد من الطلاب المشتركين في هذا البرنامج أطباء طموحين في المرحلة الأولى من دراستهم، ويقوم البعض الآخر بمتابعة حصص دراسية تحضيرية للتقدم لامتحانات الترخيص الطبي الأمريكي (usmle) ولتقديم طلبات للالتحاق بالبرامج الأمريكية للأطباء المتدربين المقيمين، إننا نعمل بدرجة وثيقة مع دائرة البرامج الطبية والعلوم الصحية في البعثة الثقافية السعودية في الولايات المتحدة التي تربطها علاقات قوية مع مؤسسات طبية رائدة في الولايات المتحدة وقد رعت أكثر من 1.000 طالب وطبيب مسجلين في أكثر من 50 جامعة ومستشفى جامعي منتسبة إليها في الولايات المتحدة عام 2010م.
لقد احتفلنا في الأول من شهر ديسمبر باليوم العالمي للإيدز، وكما أوضح الرئيس باراك أوباما في إعلانه الرئاسي، أصبحنا نعرف الآن أن علاج فيروس نقص المناعة المكتسب لا يساعد في تحسين النتائج السريرية فحسب، بل يمكنه أيضاً أن يحد بدرجة كبيرة من خطر انتقال الفيروس.
إن التقدم الذي تم إحرازه مؤخراً في علاج فيروس نقص المناعة المكتسب - الإيدز والحد من خطر انتقاله يتطلب منا أن تعمل على رفع مستوى التوعية حول عوامل الخطر التي تساهم في نشر المرض ونحن نشيد بالمملكة العربية السعودية لما تبذله من جهود ناجحة لنشر التوعية حول تأثير فيروس نقص المناعة المكتسب - الإيدز.
لقد شكل التقدم الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة في مجال الكفاح ضد سرطان الثدي وفيروس نقص المناعة المكتسب - الإيدز، تقدماً ملهماً، وهو يذكرنا مجدداً بأن النجاح يعتمد على مساهمات الجميع، وليس على المهنيين الطبيين فحسب وتشكل مؤسسة زهرة لسرطان الثدي، وهي المنظمة التي أسستها وتقوم بإدارتها نساء سعوديات مثالاً واضحاً على كيف يتمكن الناس عندما يعملون سوية من المساهمة في مكافحة الأمراض ومن خلال التعاون بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، سوف نستمر في إحراز التقدم في الكفاح ضد الأمراض.
جيمس بي سميث هو سفير الولايات المتحدة لدى المملكة العربية السعودية