يتواصل العطاء، وتترسخ مسيرة التنمية المستدامة، ويتعزز البناء في بلادنا العزيزة بسواعد أبنائها في استثمار حكيم لتطوير إمكانية وإطلاق قدرات الإنسان السعودي، ليس بفتح فرص العمل أمامه فحسب بل بإعداده إعداداً علمياً ومهنياً، بتوفير مجالات التعليم والتدريب بحيث يكون إنساناً منتجاً ومساهماً فعالاً في تواصل مسيرة التنمية المستدامة، التي تعمل عليها القيادة السعودية من خلال تخصيص الموازنات العامة للدولة، التي ترتفع أرقامها عاماً بعد آخر، مع تركيز ملحوظ على أن تتواصل التنمية المستدامة في بلادنا الغالية، وتوفير فرص العمل للمواطنين، مع التأكيد المستمر على التنمية المتوازنة بين القطاعات ومناطق المملكة المختلفة، كل هذا مع مراعاة النظرة المستقبلية المالية للحكومة وتوازنها.
ميزانية الدولة للعام المالي الجديد 1433-1434هـ تحمل زيادة تبلغ مائة وعشرة مليارات ريال عن الميزانية المقدرة للعام المالي المنصرم؛ حيث بلغت الميزانية الجديدة 690 (ستمائة وتسعين) مليار ريال. ومثلما تميزت الميزانيات العامة السابقة للدولة بتركيزها على التعليم والتدريب والخدمات الصحية والاجتماعية واصلت الميزانية الجديدة هذا النهج مع إضافة اهتمام آخر، هو التركيز على تطوير قطاع الإسكان لتحقيق طموح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحصول المواطن السعودي على مسكن يضمه هو وأسرته.
كما يستمر نهج القيادة في إعطاء التنمية البشرية الأولوية؛ حيث إنها أساس التنمية الشاملة؛ ومن هنا جرى التركيز على مواصلة تطوير التعليم العام والتعليم العالي؛ حيث تم اعتماد 168 (مائة وثمانية وستين) مليار ريال، وهو ما يزيد على 20 في المائة من الميزانية، وهو ما تتميز به المملكة العربية السعودية على كثير من الدول، وسيشهد العام القادم إنشاء 700 مدرسة جديدة للبنين والبنات، واعتمادات لاستكمال المدن الجامعية، ومشاريع في مجالات التدريب الفني والتقني.
العلم والتعليم والانطلاق إلى آفاق المعرفة وإعداد المواطن السعودي هو الأساس والنهج الذي تسير عليه القيادة السعودية للاستثمار في الإنسان السعودي، وهذا يتطلب أيضاً تعزيز الخدمات الصحية والتنمية الاجتماعية، مع تطوير ورفع مستوى الخدمات الصحية والاجتماعية؛ حيث اعتُمد 87 مليار ريال لتنفيذ عدد من المشاريع واستكمال إنشاء وتجهيز مراكز الرعاية الصحية الأولية بجميع مناطق المملكة، مع إنشاء 17 مستشفى جديداً.
أيضاً لم تغفل الميزانية حاجة الشباب إلى مزاولة هواياته وأنشطته الرياضية؛ حيث تضمنت الميزانية مشاريع جديدة لإنشاء أندية ومدن رياضية ودور للرعاية والملاحظة الاجتماعية والتأهيل.
كل هذا إضافة إلى تعزيز خدمات البلدية والطرق والنقل والاتصالات واعتمادات لمواصلة العمل في تنفيذ الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات.. مع مواصلة دعم واستمرار صناديق وبنوك التنمية الحكومية المتخصصة، وتقديم القروض في المجالات الصناعية والزراعية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ ما يدعم التنمية الاقتصادية، ويحفز التمويل التجاري.
ميزانية متوازنة، تأخذ الوطن والمواطن إلى طريق المستقبل المنير المبشر بالخير، الذي يستهدف رفع مستوى الإنسان في هذا الوطن علماً وحضارة، وتوفير سبل العيش الكريم.