مر على مجلس التعاون الخليجي 32 عاماً بدأها مع انطلاق الحرب العراقية الإيرانية وصارت منطقة خطر وكاد البترول أن يتوقف فأنجز خط ينبع واستبدل طريق الرافدين بقناة السويس وحدثت الأزمة السياسية بين الشقيقتين البحرين وقطر ظهرت فيها حكمة العقلاء واختارا المحكمة الدولية لفض النزاع والذي انتهى بحكم استقبله الشقيقان وعموم الخليج بالرضا والمباركة ومطلع العقد الثاني للمجلس احتل نظام صدام دولة الكويت فأعلن الخليج: الكويت عائدة سلماً ما أمكن السلم حرباً إن لم يكن غير ذلك واستغل الخليج علاقاته الدولية فحشد العالم وحرر الكويت في أربعين يوماً ومن جراء هذه الحرب عانت دول الخليج من أزمة اقتصادية لانهيار سعر البترول لبضع دولارات ما حد من المشاريع التنموية بغية السيطرة على الدين العالمي ودخلنا في العقد الثالث واهتزت مصانع العالم وصار الكل مستهلكاً للبترول فثار سعر البترول محققاً أسعاراً قياسية هنا نفض اقتصاد الخليج غباره فكانت الأبراج الإماراتية والمدن الصناعية السعودية ودخول عموم دول الخليج في نهضة عمرانية غير مسبوقة مما أهل قطر لاستضافة مونديال العالم 2022م ناهيك عن منعة البوابة الشرقية للخليج وتمكن أحفاد رجال عبدالعزيز بقيادة الأمير المقاتل خالد بن سلطان من القضاء على الحوثيين.
وفي هذا العقد رحل عن الدنيا ثلثا مؤسسي المجلس هم كما رثاهم تركي الميزاني:
فهد خادم بيوت الله وزايد ملحق الهييب
وجابر جابر العثرة وعيسى الغيث وامزانه
وانتقلت السلطة لولاة العهد بسلاسة في مشهد أبهر الساسة ومع مطلع العقد الرابع حل موسم الربيع العربي مطيحاً برموز الديكتاتورية ومنهياً عهد الظلم والاستبداد فاختلط الخبر على حكام بلاد فارس وظنوها فرصتهم لاحتلال الخليج فحركوا المرتزقة وبثوا الفتنة في أرض البحرين وما أن اقتربوا من الحدود حتى وقعوا بين فكي درع الجزيرة، مسكين أيها الجار الغادر فالخليج العربي كان ومازال ينعم بربيعه وأهل الخليج طبعهم الوفاء ورأس الوفاء، الوفاء بالبيعة والعهد. شهد الخليج مطلع هذا العقد وفرة في الاحتياط المالي وازدهاراً في حركة الاقتصاد وارتفاعاً لدخل الفرد فلا يوجد فرد في العالم إلا ويحلم بالعمل في الخليج وكل مكان في العالم ينتظر قطرات بترول السائح الخليجي ولا عجب أن أضحت حكمة حكام الخليج مثلاً عند الساسة وأمست رفاهية مواطنه مثالاً عند العامة.
* وكيل دائرة التحقيق والادعاء العام بمحافظة ثادق
Dr_almarshad@hotmail.com