|
حوارات - فيصل العواضي - تصوير - طه بن علي
انطلقت فعاليات الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين مساء الاثنين الأول من محرم في الرياض وسط حضور مكثف من المثقفين السعوديين وزخم المدعوين من المثقفين العرب الذين سيناقشون على مدى أربعة أيام عددًا من المحاور التي قدم حولها عدد من أوراق العمل.
الجزيرة استطلعت آراء عدد من المشاركين على ضوء برنامج عمل الملتقى الموزع عليهم وكانت البداية مع الدكتور زهير محمد جميل كتبي الذي سألناه عن رؤيته لما تضمنه البرنامج وهل استوعب كل هموم المثقف السعودي والأهم منها.. وأجاب:
لا الإجابة لا لكني لا أصدر حكمًا عامًا على كل أعمال المؤتمر لكن هذا المؤتمر خيب ظني وكما قلت لكثير من الإخوان الصحفيين إنه جاء محاولة على استحياء لخدمة المثقف السعودي لكنه لم يخدمه لأن القضايا التي تتعلق بالمثقف السعودي لم يتناولها المؤتمر وقد صرخت ورفعت صوتي في كل مكان في هذا المؤتمر وقبله وبعده وسأقول لأن المؤتمر لم يتناول معظم التحديات والمتغيرات التي تواجه المثقف السعودي في هذه المرحلة المتلاحقة التي تواجه كثيرًا من الإفرازات التي لا نستطيع أن نجاريها وعندما يبطئ تفكيرنا يبطئ قرارانا وكنت أتمنى أن تقدم أوراق ليست تقليدية ليس فيها مجاملات لأصحابها أو مدراء الجلسات الذين جاءوا بهم كلهم من أصحاب المعالي فلا أعرف أنا ما الفائدة من أن يأتوا بوزراء ليترأسوا الجلسات هل هو تخوين للمثقف؟ هل هو لعدم قدرة المثقف على إدارة جلسات ملتقاه؟ لا أدري كيف جاءوا بهم وهم خصوم لنا ليتحكموا في مصيرنا ويحكموا علينا ويحكموا ضدنا يقفل الميكرفون متى شاء ويفتحه متى شاء بل ويتكلم أكثر من أصحاب المحاضرة والمحاورين.
ومن وجهة نظري هذا المؤتمر لم يكن على مستوى المرحلة ولم يكن على مستوى المسئولية الوطنية فمثلا كان الموضوع الذي يهمني هو هزيمة المثقف السعودي بعد حدوث التغييرات وانفجار الثورات العربية كنت أتمنى أن نتناول هذا الموضوع بمنتهى الشفافية والصراحة، من القضايا التي تشغل بالي الصراع غير الأخلاقي والكبير بين المؤسسة الدينية بكل مستوياتها وأشكالها ضد المثقف ولا نعرف إلى أين سنتجه فهذا الصراع غير متوازن فالمؤسسة صاحبة القوة وكل من يختلف معها إما منع أو أقيل من منصبه وإما حكم ضده بمقالة أو رأي أو وجهة نظر، كان لا بد أن نتناول هذه القضية بشفافية مع بعض العناصر والمفاصل الرئيسة في المؤسسة الدينية، يضاف إلى ذلك دعني أسأل من يعرف العلاقة بين المثقف السعودي والسلطة السعودية لا نعرف هناك خطوط مبهمة بينهما المثقف يطالب بحريته السلطة تمسك ذلك فأنا مثلا لا أستطيع أن أنتقد عسكريًا لا أستطيع أن أكتب ضد شركة من الشركات الجبارة بجبروتها يمنعني رئيس التحرير بحجة أنها معلنة هناك قضايا كبيرة كنت أتمنى أن يسمعها القائمون في هذا الوطن على الثقافة وأهل الثقافة والعلم والفكر لكن هذا لم يحصل كل ما شاهدناه أنهم أتوا لنا ببعض العواجيز ليقدموا أوراقًا باهتة هشة فماذا تضيف لنا ورقة الدكتور باقادر، كنت أتمنى أن أشاهد معنا اليوم جيل الشباب الذي يحمل الأدب كتب ليسمعنا ونسمعه كيف يمكن أن نوصل إليه أفكارنا دون أن نسمع منه ونلتقيه هل نتركه فريسة لما يكتب في التويتر والفيسبوك لا كان يفترض أن يشغل الشباب الحيز الأكبر في هذا المؤتمر نناقشهم ونحاورهم نجادلهم ويجادلونا ونتصارع معهم، أضف إلى ذلك أليس من العيب والعار أن المؤتمر اسمه ملتقى المثقفين السعوديين وتدعوا وزارة الثقافة أكثر من مائة مثقف غير سعودي من خارج المملكة بينما نحن كمثقفين سعوديين لم ندعى من قبل دول الخليج أو أية دولة عربية كضيوف شرف في أي مؤتمر أو تقدم ورقة لا فلماذا نحن نركض ورائهم بهذا المستوى.
الكاتبة فاطمة عبد الرحمن عضو النادي الأدبي بالأحساء وإحدى المشاركات في الملتقى أجابت على نفس السؤال بالقول:
من حيث التنظيم الملتقى جيد لكن جدول الفعاليات لا يرقى إلى المستوى المأمول الذي يتمناه المثقفون ولا يمت إليهم بصلة يمكن ورق العمل المطروحة متنوعة لكنها بعيدة عن الواقع فيها الروتين والشيء المتعارف عليه دائما لم تحتوِ المستجدات وهي دون مستوى طموح المثقف السعودي جدا.
وينتقل الحديث للدكتورة سمر السقاف مديرة البرامج الطبية بالملحقية الثقافية بسفارة خادم الحرمين في الولايات المتحدة الأمريكية إحدى المشاركات التي خالفتهما الرأي فقالت: في الحقيقة أن أوراق العمل جدا منتقاة ومعدة إعدادا علميا على شكل بحوث علمية ومن خلال الجلسة الأولى تبين ذلك من ثراء ورق العمل والتوصيات وكان القائمون على المنتدى موفقين في اختيار المحاور لكني تمنيت أن يكون في الملتقى كثير من الشباب من الخريجين أو من طلبة الإعلام أو التعليم لأن التوصيات تهمهم ولابد أن يكونوا مشاركين للأسف لم أجد في الملتقى مشاركة شبابية وأعتقد أننا في إطار أوراق العمل والتعقيبات ممكن نثير كافة القضايا.
الدكتور عبد الإله باناجه مدير جامعة الطائف أحد المشاركين في الملتقى شارك في الحديث فقال: أعتقد أن أوراق العمل ومحاور الملتقى استوعبت كثيرًا من هموم المثقفين وكل من شارك سيخرج باستفادة لأنه شمل جل التخصصات وكل سيستفيد في مجاله خاصة أن عدد الجلسات كبير وبالتالي ستكون الاستفادة جيدة ولا أدري كيف تمت الدعوات لكن مفترض أن يكون الشباب مشاركين في كل الفعاليات لأن دورهم كبير وسيكون لهم الدور المستقبلي ومشاركتهم من الآن تعودهم على الحضور والتعلم من خبرات الجيل الموجود ووجودهم في الملتقى نادر جدا ربما عدد محدود من الشباب في مدينة الرياض.
أما الدكتور عايض الزهراني وكيل كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر في جامعة الطائف فقال: أولا نحن نبتهج كثيرا ونشعر بشيء من النشوة والتحليق في سماء الثقافة وتضاريس المعرفة أن يكون هذا الاهتمام الكبير من وزارة الثقافة والإعلام بالمثقف ودوره في صنع الخارطة الفكرية والثقافية للمملكة العربية السعودية وعلى مساحة أوسع الوطن العربي أو في تاريخ الثقافة والمعرفة والفنون وحقيقة أوراق عمل الملتقى متعددة ومتنوعة وضمت كثيرًا من الأسماء التي لديها دراية وخبرة وعمق في نفس المواضيع المطروحة والأمر الثاني هذه الملتقيات دائما هي التي تنمي الحراك الثقافي وتعمل على تطويره حتى يكون مواكبًا للتطور الشامل الذي تشهده المملكة وبالقرن الواحد والعشرين قرن المعرفة والمعلومة الحديثة.
الأستاذة منيرة الخليوي كاتبة ومشاركة في الملتقى قالت: لا ملاحظة لدي على جدول أعمال الملتقى لكن الملاحظ أن المساحة المتاحة للنقاش والتعقيبات محدودة من خلال ندوتي اليوم والشيء الأهم أن تكون الملتقيات الثقافية متواصلة ودائمة وليست موسمية كل ثلاث أربع سنوات ولمدة أسبوع واحد اليوم والمرأة حقيقة نالت اهتمامًا في هذا الملتقى وموجودة في أوراق العمل ومشاركة بالحضور ولكن ليس المهم الحضور أو الغياب هنا سواء للمرأة أو للشباب لكن أهم شيء التطبيق تطرح برامج للمرأة وبرامج للشباب لكن الأعمال تغيب توصل لمرحلة معينة وتهمش وقد شاهدنا ذلك في انتخابات الأندية الأدبية.
الدكتورة ملحة عبد الله الكاتبة والناقدة المسرحية الحاصلة على المركز الأول في الكتابة المسرحية على مستوى العالم قالت عن برنامج الملتقى وطموح المثقفين: نحن اليوم في الافتتاح ولا نستطيع قراءة المؤتمر من عناوين فقط العناوين ليست كل شيء ممكن يكون العنوان رنانًا والمحتوى فارغًا وممكن عنوان فرعي يقود إلى تداعيات ونقاشات وتوصيات إيجابية والحكم لا بد أن يكون مع انتهاء آخر جلسة من جلسات الملتقى وأني كناقدة أتقيد بالمعايير ولا أصدر الأحكام جزافا والملتقى تم إعداده بجهود جبارة سواء العاملين كأفراد أو جهد الدولة وميزانيات تصرف واهتمام ملك وأعتقد أن الملتقى يلبي طموح فئة واسعة ليس المثقفون وحدهم من يعنيهم لكن هناك جياع للمعرفة من أبناء الشعب، السعوديون مثقفون أعرف عنهم ذلك وأتمنى من الإعلام تعريف الناس حتى يكون الحضور مناسبًا لمستوى الحدث.
ويختتم الحديث الشاعر الزميل أحمد عائل فقيهي مدير تحرير جريدة عكاظ أحد ضيوف الملتقى حيث قال: من حيث المبدأ وجود ملتقى للمثقفين يعد مؤشرا إيجابيا بمعنى أن هناك رغبة لصياغة إستراتيجية ثقافية باتجاه المستقبل لكن كان ينبغي أن يعالج الملتقى قضايا الحاضر، ما يحدث في العالم العربي من متغيرات ومن تحولات سياسية خاصة ما سمي بالربيع العربي كيف ينظر المثقف السعودي وما دوره في هذه المرحلة وإزاء هذه التحولات أين موقع المثقف السعودي في هذا العالم اليوم ما هي الأولويات التي ينبغي أن نناقشها ونتحدث عنها في هذه اللحظة التاريخية والمفصلية في تاريخ الإنسان العربي وأعتقد أن الملتقى كان ينبغي أن يطرح محاور أكثر جدية وأكثر انحيازا للمستقبل وكنت أتمنى أن يكون هناك حضور للشباب أكثر لأن الذين غيروا الخارطة في عالمنا العربي هم الشباب ينبغي أن تتجه الثقافة إلى الجيل الجديد وينبغي أن يكون خطاب ثقافي سياسي وفكري يتجه للأجيال الجديدة والملتقى بقدر ما هو إيجابي لكن كان يفترض أن يكون أكثر أهمية لو تطرق إلى قضايا الحاضر وفي نظري أن الأحداث الراهنة عربيا تجاوزت المثقف لأنه تقليدي مقارنة بالثقافة الجديدة القائمة على التقنية والجيل الجدي مختلف وأتمنى أن يخرج هذا الملتقى بتوصيات تناقش واقع الثقافة وأين موقعنا في هذا العالم وهذه اللحظة التاريخية والمثقف والمثقف السعودي دوره مهزوم وأنا دائما أقول دوره منسحب ومهزوم لأنه يبحث عن المغانم.