هذه «المقُولة الشعبية» كانت هي «آخر الحلول النافعة، التي وجدها أحد الأطباء «لمريض السُمّنة»، الذي بدت حياته في خطر، جراء «سُمّنتِه المُفرطة»، حدث ذلك «أمامي» عندما قال الطبيب «تبي السلامة؟! افطم يدك عن زيادة الأكل».
يبدو أنّ «الطبيب» كان «مُحقاً»، وقد اختصر الكثير من الوقت والجهد لإيصال الرسالة «المُهمّة» لمسامع صاحبنا، «مع فشل» كل برامج «الحمية والدايت» في خفض وزنه، فالحل في تخفيف وإنقاص «كمية الطعام» التي تنقلها اليد «للفم» مباشرة.
«افطم يدك» يبدو أنها «سياسة» يُطبِّقها «المطبخ الفرنسي» بنجاح وصرامة، منذ «زمن بعيد»، وهي السّر في «رشاقة الفرنسيات» من بين «نساء الأرض»، حيث تقل «كمية الطعام» التي يتناولنّها مقارنة «بغيرهنّ»، على الرغم من أنّ «90%» منهنّ مشهورات بتناول «وجبات خفيفة» بين وجبات الطعام «الرئيسة»، إلا أنّ «مُعدل الوجبات الفرنسية» يقل عن غيرها بنحو «25%» كما تبدو كمية «المشروبات الغازية» في باريس، أصغر»بنسبة «52%» عنها في «عواصم» كثيرة.
وهو ما جعل نسبة «البدانة في فرنسا» أقل، مع وجود «خطة وطنية» أطلقت مؤخراً تهدف «لمحاربة البدانة».
إنّها «ثقافة عامة» تغيب عنا «للأسف»، ونحن لا نعمل بجد «لنشرها»، فكميات «الطعام المقدمة» في وجباتنا، تُلزمنا «العادات والتقاليد» أن تكون كبيرة، وهو ما يساعد ويُغري «الشخص» لتناول كمية «أكبر» فيما لو كانت «الكمية أقل»، مما ينتج عنه تفشي «السُمنّة» بتوفر «عوامل مساعدة» أخرى، مثل عدم الحركة ونوعية الطعام.. إلخ.
مُشكلة أخرى مُرتبطة «بسياسة افطم يدك»، وهي طريقة تناولنا «للطعام» التي تُعد «الأسرع في العالم» فبمجرد أن تقول «تفضَّلوا حيَّاكم الله» تسمع بعدها بدقائق «أكرمكم الله»، وهي مُشكلة لن تحل إلا «بتفعيل ساهر» في المطاعم، لضبط سرعة تناول الأكل، فالوقت الذي «نقضيه» على «السُّفرة» قصير، مُقارنة «بالفرنسيين» الذين يتناولون الطعام بمُعدل «22 دقيقة» للوجبة الواحدة، بينما «الأمريكان» مثلاً يقضون «14دقيقة» في المتوسط، وهو من أسباب «زيادة السُمّنة» عندهم.
فكلما تناولت الطعام «بهدوء»، حصلت على «مضغ جيد» وتناولت «كميات أقل».
كل ما سبق يجعلنا مُطالبين بتفعيل ثقافة «افطم يدك» بشكل أكبر، وتناول كمية «أقل»، لنحصُل على نتيجة «أفضل» فيما يخص «رشاقتنا».
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net