كتب - حمود اللحيدان:
الفريقان هما نفسهُما الهلال والاتحاد واللاعبون غالبيتهم هم نفس اللاعبين الذين كانت تجمعهم تلك اللقاءات الحادة والمحتقنة بين الفريقين قبل عدة سنوات، تلك المواسم التي (ولّت) بحمد الله وبلا رجعة، ففي مُباراة الفريقين السابقة مساء الاثنين (المُباراة المؤجلة) رأينا الروح الرياضية تولد من جديد و-بلا تصنّع- ترتسم في المستطيل الأخضر -وإن كاد- أن يُعكّر ذلك الصفاء لاعب الاتحاد محمد أبو سبعان بإحيائه لموروث الانبراش العتيق والقديم! ورُبما يعود ذلك لدخول اللاعب للمُباراة وهو تحت تأثير ردود الأفعال التي كانت تُهاجمه على مدار أسبوع كامل نتيجة الحركة غير المقبولة منه بعد فرحة وعناق لاعبي الفريق عند تسجيل أحد الأهداف أمام الرائد فقد ظهر في أكثر من حالة متوتراً ويضرب ويركل ويؤذي لاعبي الفريق الهلالي وكان يستحق الكارت الأحمر أكثر من مرة، عموماً المُباراة ظهرت من أجمل مباريات الكلاسيكو واكتملت روعتها بسُمو أخلاق لاعبي الفريقين فكما بدأوا المباراة بالسلام والقُبل ختموها كذلك، وأثلجوا صدور المُشاهدين أثناء لقاءاتهم للقناة الرياضية بعد المُباراة بتبادل الإشادات واحترام كُل فريق للآخر في مشاهد تُعيد لنا شيئا من الجمالية والروعة في رياضتنا الحالية وتحقيقنا لأهداف رُسمت مُنذ عشرات السنين.. أسماها وأرفعها بث الروح الرياضية وحُسن التعامل وعلو الأخلاق لننسى تلك المواسم الغابرة والمُحتقنة بوجود مُثيري الفتن ومن تحتهم من حاملي المايكروفونات، فمن القلوب نقولها جميعاً شُكراً للهلاليين والاتحاديين ولجماهير الفريقين في ذاك المساء على ما قدموه لنا من مُتعة مُمتعة وهادئة.. دُمتم بخير..