على رأي إخواننا السودانيين «الماشاف البحر تخلعوا الترعه»، فبحكم أنني «رجل مُسالم» من «الطراز الأول»، وبالمناسبة «مُسالم هذه» لا تعني بالضرورة أن أكون «خوافاً»، فببساطة أنا أتجنب الدخول في «مُشاجرات» أو «خناقات» داخل «بيتي» أو خارجه، حتى لا أخسر، بل لا أفضل «مشاهدتها» تقع بين «الآخرين»، والفضل في تجنبي للكثير من هذه «المُصادمات» يعود لحكمة أهل «الخرطوم» الشهيرة «الما بتلحقوا جدعو»، فهي الطريقة المُثلى، «للتساهل» في كل شيء «يصعب» تحقيقه، وذلك بعدم «التحسر» عليه إطلاقاً.
ولهذا «كله» أعتقدت أن «الصراخ» الصادر من إحدى «الغرف المجاورة» وأنا في انتظار أحد «الأصدقاء» كان بسبب «هوشه» أو «معركة» نشبت بين «الأشقاء» هناك!!.
ولكنني اكتشفت أن «الأمر» لا يعدو تحاوراً بين «اثنين» من الزملاء الأفاضل بالطريقة التقليدية!!.
حاولت أن «أصلح» بينهما، على اعتبار «أننا» في الأصل نتحاور قبل «أن نتهاوش»، ومن ثمّ «نتهاوش» نتيجة «تحاورنا»، فاجتهدت في تقريب «وجهات النظر» وخلق أرضية مُشتركة تنطلق منها محاور الحديث، إلا أنني لم أفلح.
فالأول كان يتحدث وهو «يرمقُني» بعينه، وارتفع «حاجباه» حتى لم أكد أراهما، وكأني «المُختلف معه»، فاضطررت أن أقول له: «معاك حق» أنت «صح» لتهدأ الوضع طبعاً!!.
بينما «الآخر» بدأ «يرتعد ويرتعش»، مُقدماً الأدلة والبراهين المؤيدة «لوجهة نظره»، وهو يقترب مني ويقول: «كيف تكون وجهة نظره صحيحة» يا أستاذ و«الأدلة» أمامك؟!.
فأجبته فوراً: لا لا يا حبيبنا بكل تأكيد «الحق» معك أنت بالطبع، فكلامك واضح، وأدلتك مُقنعة جداً.
عاد «الأول» يسوق أدله «أخرى»، ويخرج «لي» بعض «الفواتير» التي هي محل النّزاع من جيبه، ليؤكد «صحة كلامه».
المُهم أنّ «الاثنين» دخلا في «حوار ساخن»، بسبب «تدخلاتي» غير الموفقة «للإصلاح» بينهما، وتأييدي «رأي» كل الأطراف في وقت واحد!!.
وعلى قولة أخواننا المصريين «وقعوا في بعض»، فقد «شعللتها»، على طريقة «فيصل القاسم» في «الاتجاه المعاكس» مُدعياً محاولة «ردم» هوة الخلاف بين «المُتناحرين» المُتحاورين!!.
في النهاية وقعت في «الفخ» دون أن أعلم؟!.
فالحل «المُرضي» لجميع الأطراف، هو أن أدفع فاتورة «الغداء» محل النزاع، والذي يطالب كل «طرف بدفعها» إكراماً وتقديراً لزميله الآخر، وحتى لا يصل الأمر إلى حد القطيعة بينهما.
وصل «صديقي» وأخبرته «بحكمتي» و«حنكتي» في ما حدث بين زملائه، فضحك عليّ وقال: إن ما شاهدته كان «حواراً يومياً» مُعتاداً بين الاثنين!! وفي كل «مرة» هناك من يحاول الإصلاح بينهما...!!.
خليك حنين «وابعد عن الحوار وغنّي له» حتى لا تخسر مثلي.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net