في كلمة خادم الحرمين الشريفين التاريخية وهو يدعو أخوته من قادة مجلس التعاون الخليجي إلى الاتحاد لهو حنكة سياسية ورؤية ثاقبة لما يدور حولنا من سياسات تحاول تحطيم استقرارنا ووحدتنا وقوتنا واقتصادنا وديننا، والأهم من ذلك محاولتها تصدير أزمتها الداخلية إلينا لمحاولة إيقاع البلاد في الفوضى، ما قاله مليكنا من حكمة وحنكة سياسة دائماً ما تظهر عند الشدائد كعادته، ودائماً كم قيل (خير الكلام ما قل ودل) وهذا خير دليل على سياسة حكومتنا الرشيدة من خلال جمع الصف والكلمة في خليجنا العربي من أجل تحدي المعوقات التي تواجهنا في الحاضر والمستقبل، ونحن شعب الخليج العربي نضع أيدينا بأيدي حكامنا وقادتنا في المنطقة من أجل الوصول بالمنطقة إلى بر الأمان والاستقرار والازدهار لشعوب هذه المنطقة، ونقول لقادتنا سدد الله خطاكم ووجهكم لما فيه خير وصلاح هذه المنطقة، وفي كلمته حفظه الله عندما دعا إلى تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، هي عين الحكمة من قائد يرى ببصيرة نافذة وقوية يرى ما يحيط بالمنطقة من عدم استقرار يهدد أمنها واستقرارها وهو ما يتطلب من قادة مجلس التعاون أن يضعوا أيديهم بيد أخيهم عبد الله للوصول إلى هذه المرحلة وتحقيق مصالح شعوبهم، وتحقيق أيضاً تطلعاتهم المستقبلية، هذا الاتحاد الذي تكلم عنه خادم الحرمين الشريفين ودعا إخوته إليها إنما هو ثمرة جهود وأفكار خادم الحرمين لأنه سيجعلنا كيان موحد من الناحية العسكرية والاقتصادية والسياسة، فهذا الاتحاد إن شاء الله سوف يجعلنا من الناحية الاقتصادية قوة جبارة قد تعادل الاتحاد الأوروبي أو قد تتفوق عليه، وأيضاً من الناحية الاقتصادية فسيجعل من العملة الخليجية الموحدة دورا فعالا سيكون أثرها على منطقتنا واضح على مستوى اقتصادها وتنميتها وازدهارها، ومن الناحية العسكرية سوف يكون قوة ردع خليجية موحدة ضد أي معتد يفكر بالاعتداء على هذا الاتحاد أو إحدى دوله أما من الناحية السياسة سيكون الرأي السياسي واضح وجلي تجاه أي قضية على مستوى منطقتنا أو على مستوى العالم، وهذا المجلس سيتوج بعد ثلاثين عاماً على إنشائه بهذا الاتحاد الذي سوف تأتي ثماره على منطقتنا بفضل الله ثم بفضل حنكة وحكمة قادتنا أيضاً.