توطين العمل في مكة المكرمة والمدينة المنورة لجميع أنواع المحلات والأنشطة التجارية يمكن أن يخدم جميع المواطنين، ويتطلب التوطين التحرّك لتغيير جذري في أنواع الرخص وأسماء المرخص لهم في العمل داخل مكة المكرمة والمدينة المنورة، واشتراط وجود المواطن في محله التجاري أغلب الأوقات.
هذه الفكرة يمكن تطبيقها ولو بالتدريج خلال عام واحد، ليشمل تشغيل الشقق والفنادق ومحال التجزئة، تطبيقاً لتوزيع تكافؤ الفرص بين المواطنين والمواطنات في مكة المكرمة والمدينة المنورة ثم بقية المدن، كما هو التفكير بتوزيع وتكافؤ فرص التنمية بين المناطق.
التستر على وظائف ومهن ليس للسعودي فيها مندوحة أو ما يصعب على السعودي دخول عالمها في المرحلة الحالية يمكن تمريره، أما أن يعمل المتستر عليه في كل وظيفة وكل مهنة وكل بضاعة وكل محل فذلك يعني القضاء على كل الفرص المتاحة للمواطن.
قد تتطلب الفكرة هجرة مواطنين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، والأمل بصاحبي السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود، والأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز آل سعود لتكوين روابط خاصة بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وتسليم كافة النشاطات لهم، وتدريبهم لتشغيل الفنادق والشقق والبيع بالتجزئة وبناء برنامج متكامل للتوطين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، واستقطاب الشباب والشابات للعمل هناك، وبأجور وعوائد مدروسة على مدى خطة متناسقة وبعيداً عن نظام نطاقات، وتحقيق نسبة توطين فعلية، للعمل بالتوطين وفق نسبة الواقع.
كررت الكتابة عن التوطين للتحذير من نشر العمالة على حساب المستقبل وقبل أن نجد أنفسنا في مأزق مستقبلاً وعجز عن صد التدفق الهائل للعمالة ببركة نظام نطاقات، ولهذا فلا بد من تكرار الكتابة وإشعار المسؤول بخطر تسليم الوطن للوافدين بغفلة منا، وخطر ترك الشباب والشابات لبرامج تحيلهم في المستقبل إلى أدنى درجات الفقر والحاجة، فرأس مال نظام نطاقات «موظف لدى متستر» أو «موظف لدى مستثمر خارجي» أو «موظف لدى من ينشر الوافدين».
اختيار الأسلوب المباشر لمعالجة التوطين ومعاودة الطلبات مرة ومليون مرة لصالح توطين المواطن في وطنه ليعش في معاش طيب وبرفاهية كما هو طموح القادة، أقرب للتصور من استخدام مصطلحات وكلمات عالم الاقتصاد والموارد البشرية وغيرها وإن كان لدى المتخصصين ما هو ضروري ومهم، ولذلك سيبقى الحديث عن التوطين بما يحقق ذلك مني ومن غيري، ويجب على كتَّاب الصحف بذل كل ما يستطيعون للوقوف على أفضل الحلول والوقوف ضد ما يعارض التوطين وخاصة بالمستقبل، فشبابنا قادم وبحاجة لما يواجه الغلاء الفاحش وليس براتب لا يفي بمتطلبات تنقلهم فضلاً عن معيشتهم.
مشاركة إمارات المناطق في التوطين وتحويل الشباب لرواد أعمال وما شابه ذلك مشهودة ومعروفة، وبذل مزيد من الجهد نحو التوطين منظور من أصحاب السمو أيضاً، ولا شك في إخلاصهم وإخلاص أهل المناطق لمناطقهم وأيضاً يعضدهم قادتهم في مناطقهم، وتحركهم للتنسيق للوصول للتوطين وإبداء آرائهم حول التوطين مطلب وطني، فالمعاين للواقع أحق بالتحرك من جهة لم تصل لحلول مناسبة.