السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشرت صحيفة الجزيرة في عددها رقم 14324 في 22-1-1433هـ فعاليات الندوة التي عُقدت في النادي الأدبي بالرياض بعنوان "الأدب والمواقع الجغرافية والأثرية"، وقد جاء ضمنها أن الحطيئة أقام في بنبان، وتعليقاً عليه أقول إن موطن الحطيئة وآثاره ليست في بنبان ولكنه أقام مؤقتاً في بنبان عند الزبرقان بن بدر، وموطنه الأصلي وآثاره في وادي مرخ الواقع شمال شرق محافظة الغاط (7 كيلو عنها)، وهو واد عظيم يمتد من الجنوب إلى الشمال ويصب في روضة السبلة، وهي مباعل أهل الزلفي والتي وقعت قربها وقعة السبلة المعروفة ووادي مرخ له روافد كثيرة وشعاب متعددة. وفي أحدها المنحدرة من جبال أم شداد وجبال أم عشاش يقع سكن الحطيئة ومعالمه وآثاره، وهو معروف بهذا الاسم ويتكون من بئر وبقايا بيت ومحاجر وشخوص، وقد ذكره الحطيئة في قصيدته المعروفة التي استعطف بها الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه عندما سجنه لهجائه الزبرقان بن بدر التي قال فيها:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
وقد أنكر الحطيئة ذلك وقال إنني مدحته، فحكَّم عمر بينهما حسان بن ثابت فقال حسان إن الحطيئة هجا الزبرقان وسلع عليه فسجنه عمر فقال قصيدته الاستعطافية:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ
زغب الحواصل لا ماء ولا ثمر
أودعت عائلهم في قعر مظلمة
فارحم هداك الله يا عمر
فرقَّ قلب عمر وأطلقه واشترى منه أعراض المسلمين.
وللحطيئة قصائد كثيرة في مرابع صباه في وادي مرخ وفي أماكن صيده فيه وفي وادي الغاط وما جاوره، وهو شاعر متنقّل يتكسَّب من شعره ويقيم عند رؤساء وزعماء القبائل زمناً ولكنه يعود إلى مسكنه الأصلي في وادي مرخ.
محمد عبد الله الفوزان - محافظة الغاط - ص ب 39