بعد 72 ساعة من إعلان ميزانية الدولة العامة، حصد أكثر من 14 ألف شاب وشابة سعوديين ثمار ميزانية الخير، بعد إعلان وزارة الخدمة المدنية بأنها ستنشر أسماء خريجي وخريجات الدبلومات الصحية الذين ستستوعبهم الجهات الصحية السعودية، وسيتم قبول أربعة آلاف وظيفة للمستشفيات والمراكز الطبية بوزارة الصحة، وأربعة آلاف وظيفة للجهات الصحية في الجهات الحكومية الأخرى بمستشفيات القوات المسلحة والأمن العام وستة آلاف للقطاع الأهلي.
معالجة وضع خريجي الدبلومات الصحية التي ظلت لفترة طويلة دون معالجة أمكن حلها بعد الأمر الملكي الكريم الذي وجه وزارة الخدمة المدنية باستيعاب هؤلاء الشباب والشابات الذين يتلهفون شوقاً لخدمة وطنهم ومواطنيهم، في تخصصات ظلت حكراً على العمالة الوافدة التي بعضها كسب الخبرة والتعلم في المرضى السعوديين وبعضهم قدم للعمل في هذه التخصصات التي لها علاقة مباشرة بصحة المواطن بشهادات مزورة.
تأخر توظيف الخريجين السعوديين والسعوديات في التخصصات الطبية التي يشغلها غير سعوديين والتي لا تزال تعاني نقصاً واضحاً كان بسبب الادعاء بقلة خبرة الخريجين وأنهم لم يحصلوا على التأهيل الكافي في حين كان الوافدون يقدمون شهادات خبرة وتعليم لا تتناسب مع أدائهم الوظيفي، وقد كشفت هيئة التخصصات الطبية الكثير من الشهادات المزورة، ومع هذا كان الوافدون مقدمين على السعوديين الذين قضوا أعواماً ينهلون العلم والتدريب في المعاهد الصحية والطبية المرخصة من الجهات المسؤولة وبعض هذه المعاهد تابع لوزارة الصحة.
هؤلاء الشباب السعوديون الذين أنهت وزارة الخدمة المدنية معاناتهم والذين سيلتحقون بالعمل في المؤسسات الطبية والصحية السعودية حتماً سيكتسبون الخبرة ويواصلون تأهيلهم وهم على رأس العمل وهم بالقطع أفضل ممن وفدوا للعمل في مؤسساتنا الطبية وهم يحملون شهادات مزورة اشتروها من بلدانهم أدت إلى حدوث الكثير من الأخطاء الطبية.
بداية طيبة للوزير الشاب بوزارة الخدمة المدنية التي عليها أن تلتفت لحل معاناة العديد من الشباب الخريجين الذين ينتظرون الفرصة لخدمة وطنهم والإسهام في عملية التنمية التي تشهدها بلادنا، وهناك الكثير من الخريجين أطباء ومهندسين وإداريين أكفاء لا يزال الوافدون يحتلون أماكنهم وعلى مكاتب وإدارات وزارة الخدمة المدنية أن تتجاوز بيروقراطية العمل الوظيفي ويقوموا بحملات تفتيشية وتفقدية للوزارات والإدارات الحكومية للبحث عن أماكن ووظائف لأبناء الوطن التي تشغل بوافدين يوجد من هم أفضل منهم من شباب الوطن من الخريجين المؤهلين علمياً ودراسياً تقف شروط الخبرة حائلاً أمام توظيفهم.
jaser@al-jazirah.com.sa