|
الحمد لله الذي هيأ لهذه الدولة الشامخة -المملكة العربية السعودية- قيادة رشيدة وحكيمة تولي اهتماماً بالغاً وعناية كبيرة وأولوية مطلقة لتنمية الإنسان والاستثمار فيه باعتباره الركن الأساسي وحجر الزاوية في مكونات هذا الوطن الحبيب، وأكبر استثمار للرأسمال البشري هو الاستثمار في قطاع التعليم والتدريب، وهذا ما ظهر جليا في الميزانية لهذا العام 2012 والتي بلغ مصروفات التعليم فيها أكثر من 24% من هذه الميزانية التي تعد الأضخم في تاريخ المملكة وخُصص حوالي ثلث ميزانية التعليم للجامعات، ومنها جامعة الملك سعود التي حظيت بأكبر ميزانية بين الجامعات السعودية، وهذا يدل بشكل جلي أن التعليم يعد خيارا استراتيجيا لحكومة خادم الحرمين الشريفين بقيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله بما ينسجم مع خطط للتنمية الاقتصادية التي تنصب على تطوير التعليم والتدريب بما يتوافق مع الاقتصاد المعرفي واحتياجات سوق العمل، وأصبح التعليم عماد الاقتصاد الوطني الذي يرتكز على المعرفة والتدريب، وأصبح الاستثمار الحقيقي في الإنسان في تنميته معرفيا ومهاريا، فالعناية بتنمية الإنسان واستثمار طاقاته هو الشغل الشاغل لمليكنا الذي يتطلع ليرى الشاب السعودي ينافس أينما كان بفكر وعلم وتميز. وهو ما يسعى إليه في دعمه اللامحدود لقطاع التعليم، وتخصيصه هذه الميزانيات الكبيرة له.
وبفضل الله ثم هذا الدعم السخي أخذت جامعة الملك سعود تشق طريقها بين الجامعات العالمية متبوئة مراكز متقدمة في التعليم والبحث، وها هي تدخل عالم الصناعة وتقنية النانو وتحلية المياه والطاقة وغيرها، وترسم صورة مشرقة للجامعة الرائدة، وتضع بصمة عالمية يشار إليها بفعل علماء سخروا طاقاتهم لخدمة وطنهم.
إن هذه الميزانية الضخمة المخصصة للجامعة تفرض علينا مسؤولية كبيرة لمضاعفة الجهود والعمل الدؤوب لمزيد من الإبداع والتميز لتحقيق النماء لوطننا والإسهام في تنمية قدرات أبنائنا وتطوير مهاراتهم لبناء مجتمع معرفي يسهم في رفد اقتصاد مملكتنا وتعزيز مواردها، وهو ما ينشده معالي مدير الجامعة الذي لا يألو جهدا في ظل ما تلقاه الجامعة من دعم متواصل من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله، ومتابعة مباشرة من معالي وزير التعليم العالي لجعل الجامعة موطن العلم والبحث والابتكار والصناعة والاقتصاد لتكون مؤسسة تنموية بمعناها الشامل.
ونحن معه ماضون بكل عزم وثبات بإذن الله لتحقيق تطلعات ورؤية قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبد العزيز حفظهما الله لما فيه الخير والعطاء والازدهار لبلدنا المعطاء.
وكيل جامعة الملك سعود للشؤون التعليمية والأكاديمية