|
تتشرف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومنسوبوها بتشريف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بزيارته للجامعة ورعايته الكريمة للندوة العلمية (السلفية - منهج شرعي ومطلب وطني) وكذلك تدشين سموه الكريم لعدد من المشروعات العلمية والتطويرية في الجامعة.
لاشك أن دعم سموه الكريم وحضوره للجامعة -رغم ارتباطاته ومسؤولياته الجسيمة- دليل وشاهد على حرص سموه واهتمامه بدعم التعليم العالي ومؤسساته في هذا الوطن، وتأكيد على أن هذه البلاد - ولله الحمد - تسير وفق المنهج الصحيح المستمد من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وقد أنعم الله عز وجل على المملكة بأن أضحت راسخة على العزة والكرامة ومتسمة باللحمة بين حكامها وشعبها منذ أن وحد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- أرجاء هذه المملكة الحبيبة وسار من بعده وعلى نهجه أبناؤه البررة سعود وفيصل وخالد وفهد (رحمهم الله جميعاً)، وحتى عهدنا الزاهر تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-، ويعاونه عضده ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- فالمتتبع لمسيرة هذا الوطن الشامخ بحكامه وأبنائه يدرك ويتيقن بأن هذه المملكة المترامية الأطراف تنعم بنعمة الدين والأمن والأمان وهو ما لم تنعم به كثير من البلدان وتتجلى في بلادنا الغالية العقيدة الصافية والأصول الثابتة وفق منهج السلف الصالح لا إفراط ولا تفريط، وتأخذ بمنهج الوسطية والاعتدال وسماحة الدين ويسره. وما هذه الندوة العلمية إلا تأكيد وترسيخ لهذا المبدأ حيث تعنى بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتأكد بأن مفهوم السلفية الصحيح لا يخرج عن هذين المصدرين الأساسيين.
وتتمثل أهداف الندوة في توضيح حقيقة المنهج السلفي، وأنه يمثل الإسلام الصحيح الذي جاء به النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وكذلك تخليص مفهوم السلفية من بعض المفاهيم الخاطئة والادعاءات الباطلة التي يزعم بها البعض من المنتمين للجماعات المنحرفة فكرياً بغرض تشويه مفهومها الصحيح، كما تهدف الندوة إلى بيان منهج الحكم في المملكة، وأنه مستمد من الإسلام الصحيح عقيدة وعملا بوسطية لا غلو فيها ولا تفريط، إضافة إلى بيان مدى التلاحم والتكامل الحاصل بين ولاة الأمر والعلماء في المملكة في تطبيق المنهج السلفي علما وعملا، وتصحيح الصورة المغلوطة عن المنهج السلفي بأنه منهج غلو وتطرف أو عداء للآخر، ودفع الشبهات الواردة على المنهج السلفي من حيث أثره في المقررات والمناهج الدراسية، وأنه أدى إلى الغلو والتطرف بين الشباب، إلى جانب إبراز دور المملكة في ترسيخ السلم والأمن العالميين، وأن المنهج السلفي أثمر للمملكة مواقف إنسانية نادرة تجاه العالم أجمع في مختلف الأماكن شرقاً وغرباً وخاصة عند الكوارث والأزمات.
إن الاهتمام بتوضيح المنهج السلفي من الأمور التي تهم عامة الناس والعلماء والمفكرين وهي من متطلبات العمل الصحيح بالتشريع للأمة وهو في الوقت ذاته يوضح دلالة عمق الثوابت والمسلمات التي يقوم عليها المنهج الإسلامي الصحيح، وهي من المسلمات التي لنا في رسول الله قدوة حسنة فيها. فقد بين وأرشد الأمة عليه الصلاة والسلام قولاً وعملاً في كثير من القضايا والمسائل والمعاملات الشرعية من خلال السنة النبوية الشريفة التي توضح أهمية المنهج السلفي القائم على كتاب والله وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ومن هنا تبرز أهمية التعريف بالمنهج السلفي الصحيح المعتدل ونشر مبادئه وثقافته وتعامله مع المستجدات وما يواجهه من تطاولات من أعداء الدين والأمة.
إن جهود الجامعة واضحة للعيان ويلمسها الجميع في هذا السياق الذي يعد امتداداً للاهتمام الدائم بمناهج الأمة في كافة المجالات من قبل حكومة هذه البلاد المباركة.
إن هذه الرعاية الكريمة من سمو ولي العهد الأمين تضيف لهذه الندوة بعداً إعلامياً يفخر به منسوبو الجامعة، لما تحمله هذه الندوة من أهمية للمجتمع وأفراده والأمة جمعاء. الأمر الذي سوف يكون له أجمل الأثر في نفوس منسوبي الجامعة وطلابها وطالباتها. ولاشك أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية له في صفحات الجامعة كثير من المشاركات والوقفات التي تشهد على دعمه الكريم ومساندته للجامعة ومشاركته لها في الكثير من مناسباتها.
ونيابة عن منسوبي الجامعة أتشرف بأن أرفع لمقامه الكريم أسمى آيات الشكر والامتنان والتقدير، ولا يفوتني أن أذكر بالشكر والتقدير معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي نائبه الدكتور أحمد بن محمد السيف، على ما تلقاه الجامعة من اهتمام ورعاية دائمة والشكر موصول لمعالي مدير الجامعة الدكتور سليمان بن عبدالله أبالخيل على متابعته وجهوده المستمرة التي تسعى لرفعة الجامعة والنهوض بواجبها ودورها الهام في المجتمع. وأسأل الله تعالى للجميع التوفيق فيما يبذل من جهود وأن تحقق هذه الندوة أهدافها التي أقيمت من أجلها.
وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية