سافر الشاب السعودي إلى كندا لدراسة الطب في عام 1980م وحين وصل واجهته متاعب عدة، أولها أنه لا يحمل فيزا ويحتاج الأمر للسفر لأمريكا للحصول على فيزا من هناك، كل المصاعب والمتاعب التي تمر بشاب مغترب مرت عليه، في الطائرة والحيرة تترك آثارها واضحة عليه سأله الرجل الذي يجاوره في المقعد: هل أنت من أبوظبي؟
رد عليه أنا من بلد أكبر من أبوظبي هي السعودية. سأله عن مدى ارتياحه في كندا، والطائرة تعبر أبراجاً سكنية سأله قائلاً: هل تود السكن في هذه الأبراج؟ فرد الشاب: لقد رأيت شققها إنها واسعة ورائعة وتصميمها ينم عن قدرة مذهلة لدى مهندسها ولكن أسعارها باهظة.
قل المهندس الكندي: شكراً.
استغرب الشاب، ولكنه قال: عفواً.
أكمل الرجل قال: أنا المهندس والمالك لهذه الأبراج وقلت لك شكراً لأنك أثنيت على عمل لم تعرف صاحبه وهذا يدل على روحك الجميلة وتبادل معه الأرقام والعناوين.
وجوه عابرة، نلتقيها دائماً، تمر على ذاكرتنا، في الطائرات في صالات الانتظار، تمضي مثلما تمضي كل الأشياء العابرة!
بعد يومين عاد الشاب إلى كندا، فوجئ باتصال يبلغه المتحدث أن منزله جاهز للسكن وأن المهندس الكندي يتمنى أن يعجبه الأثاث الجديد الذي اختاره له.
حين ذهب للعنوان واستلم المفاتيح أذهلته أناقة المكان وباقة الورد التي كتب على الكرت المرافق لها «أتمنى أن يكون كل شيء رائعاً وهذا رقم محل الأثاث بإمكانك استبدال أو اقتناء ما يعجبك، مع تحياتي».
الشاب السعودي عاد لبلاده وهو من أكبر الأطباء في مجاله ظل وما يزال يطبق الدرس الذي تعلمه من هذا الموقف وهو: اعمل الخير كلما أمكنك ذلك، دون أن تنظر لعرق أو دين أو جغرافيا.
f.f.alotaibi@hotmail.com