|
الثقافيه – أكابر الأحمدي:
أصبحت قدرة كاتبة المسرح في تقديم ما يوازي طاقاتها وإبداعاتها وكفاءتها أمر متوقف على مدى الفكر الذي يحمله المسؤول عن المهرجان أو وزارة الثقافة والإعلام والدليل مهرجان الطائف لمسرح الشباب فقد غيب اسمها وحجب دورها فباتت ثقافة العمل المسرحي المشترك بين الرجل والمرأة أمر صعب تحقيقه في حين نرى صورة أخرى للمثقفة وصلت لمجالس إدارات الأندية الأدبية في الوقت الذي لا زالت كاتبة المسرح تنتظر بطاقة دعوة تتعطف عليها وزارة الثقافة أو المسؤولون عن المهرجان فهل الأمر يعود في تشكيك من قدرة كاتبة المسرح في تقدّيم الجهد والعطاء في نجاح هذا المهرجانات أم غلبة العنصر الرجالي وهيمنتهم على المسرح السعودي في صدد التغيير.
يستهل الدكتور ناصر الحيجلان حديثه تحتل الكاتبة والمؤلفة الأهمية والتقدير الذي يحتله الكاتب والمؤلف، ولدينا شواهد كثيرة منها فوز الكاتبة المسرحية ملحة عبدالله بالمركز الأول في مسابقة كتابة نصوص المونودراما المسرحية، ولها أعمال رائعة. وتعنى جمعية الثقافة والفنون بإبراز المواهب وتشجيع القدرات لدى الجميع دون تفريق في الجنس، لأن الجميع يملكون الحس الفني والملكة الإبداعية. أما عدم مشاركتها في مهرجان الشباب للمسرح الذي أقيم في الطائف، فقد تحدثت مع الإخوة الكرام المنظمين والمسؤولين، فذكروا أن السبب يعود إلى عدم وجود المكان الملائم لمشاركة المرأة في هذه الدورة، والوزارة الآن تبحث إمكانية إيجاد مقر نسائي لفرع الجمعية بالطائف يضم أنشطة الجمعية ويهيئ البيئة المناسبة لاستقطاب الموهوبات في مختلف مجالات الفن وتدريبهن وعقد ورش العمل وتنظيم الدورات تحت إشراف الفنانات في مجال التشكيل والرسم أو التصوير الضوئي أو المسرح أو غير ذلك من الفنون التي تهتم بها جمعية الثقافة والفنون.
ليس مهرجانا لتجميع العروض المسرحية
كما يرى الأستاذ ستاذ عبد العزيز السماعيل مدير عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون أن المهرجان أتاح الفرصة للشباب المسرحي في كل منطقة في المملكة للتجريب والبحث في صيغة العرض المسرحي والتأليف والتمثيل والكشف عن الطاقات المسرحية السعودية في كل مكان وليس مهرجانا لتجميع العروض المسرحية أو المشاركة فقط مثلما يحدث في مهرجانات أخرى وسوف تتكرر مثل هذه المسابقات في هذا الموسم في أكثر من مكان وأكثر من فرع من فروع الجمعية وفي جميع مجالات الفنون كما أن حضور العروض يتطلب بالضرورة مكانا مهيأ لذلك مثلما هو متوفر في مسرح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض وهذا كما هو معروف غير متوفر لفروع الجمعية التي لا تملك في الأصل مقرات دائمة لها كما أن إدارات الفروع لا تضمن موافقة أي جهة أخرى على إعارة مسرحها للجمعية لفترة إعداد العروض للمسابقة وما يتبعها من تجهيزات.. ورغم ذلك سوف نسعى دائما لتوفير هذا المكان المناسب في كل المسابقات المماثلة اما في تنظيم مسابقات للعروض المسرحية النسائية فقط فهذا غير وارد في خططنا لهذا العام على الأقل لأن الجمعية لا تنتج أعمالاً مسرحية نسائية ولم تنتج من قبل.
مهرجان الطائف المسرحي للشباب في دورته الأولى يعد تظاهرة ثقافية مسرحية هامة وهو يجسد نشاط ورشة العمل المسرحي بالطائف وفرصة للمواهب الشابة لابراز مواهبها واحتكاكها بالخبرات المسرحية السابقة للتفاعل معاً, ولكن مما نلحظه في هذا المهرجان إقصاء دور المرأة في الثقافة المسرحية، فلم نجد من المهرجان الرغبة في إشراك المرأة، فكان التركيز على مسرح الشباب الذكوري وإهمال المسرح النسوي بجانبيه النقدي والكتابي، وهذا مما يضعف المهرجان ويفقده ألقه المسرحي، فكما كان اهتمام المهرجان منصباً على فئة الشباب كان عليه.
إشراك المرأة لأنه لا فرق بين الرجل والمرأة في الفعل الثقافي, والسؤال المطروح لماذا يتم إقصاء المرأة عن المشاركة في هذا المهرجان على الرغم من مشاركاتها الناجحة والمتعددة في الرياض وجدة والشرقية؟
أبواب مغلقة
وأكدت الكاتبة أمل حسين أن عدم مشاركة المرأة في مهرجان المسرح للشباب التي أقيمت مدينة الطائف شيئ مؤسف جدا وهذا الأمر يجعلنا ندعو الجهات المنظمة في كافة المناطق أن تضع المرأة في اعتبارها من جميع النواحي سواء مشاركة بالحضور والندوات التقييمية للعروض، أو بالعروض المسرحية المستقلة لها. وأنا متأكدة أنه متى فتح الباب للمرأة ستأتي وبكثرة، فلم يعد الوقت مناسب أن تكون خارج أي فعاليات وأنشطة فالمسرح من الأنشطة المؤثرة في حياة الإنسان، و الإنسان هما الذكر والأنثى وفضلاً على مشاركة المرأة بالحضور لدي يقين أنه في حالة فتح الباب سيكون لها حضور ناشط في المسرح سواء على مستوى النص أو على الخشبة.
ليست مسؤولية المهرجان
وباختصار وضح الناقد فهد الحارثي أن الأمر معلق في وزارة الثقافة والإعلام فالمشكلة ليست قاصرة على هذا المهرجان بل على كل الفعاليات المسرحية التي تقام هنا وهناك فعدم توفر المكان هو السبب الوحيد الذي يمنع وجود المرأة - لدينا مقرات مستأجرة غير مجهزة لأي شيء، لكننا نحاول أن نصنع بها كل شيء، عندما توفر المكان المناسب في الرياض من خلال مركز الملك فهد الثقافي شاهدنا الحضور النسائي وبما يليق بهم، مسرحنا عبارة عن ملعب لكرة السلة تم تجهيزه بشكل بدائي فلا القاعة قاعة ولا الخشبة خشبة، ولذلك لا نستطيع أن نوجه دعوات لهن.
مقرات مهيئة
ويرى المخرج عبد الهادي القرني أن الظروف هي التي تحكم في حضورها أو عدم حضورها، فالمكان بالدرجة الأولى لا يكفي الحضور من الرجال وغير مُهيأ بالشكل الجيد وهذا يعود إلى قلة الإمكانات المادية لدى الجمعية وهذا ينطبق على معظم فروع جمعية الثقافة والفنون إذا لم يكن ُجلها لذلك نتطلع إلى أن تُحل هذه المسأله بشكل عاجل.. وإن كان الحل من وجهة نظري هو أن تتكفل الوزارة ببناء مقرات مهيئة بشكل جيد لجميع الفنون.. أو أن تُطبق وبشكل عاجل فكرة دمج جمعيات الثقافة مع الأندية الأدبية نظرا لأن الأندية الأدبية تمتلك المقرات المناسبة بالإضافة إلى أن تواجد المثقفة في النادى الأدبي لا يُشكل أي إشكالية.
مستقبل نسائي مشرق
ويختم الأستاذ جمعان الذويبي مدير عام مهرجان الطائف لمسرح الشباب أن المرأة حراك ثقافي كبير وانطلاقة مسرحية قوية وحضور مسرحي مميز وأعتقد أن المرأة لم تغب عن المهرجانات المسرحية فهناك كاتبات سعوديات مثل الدكتورة ملحة العبد الله والكاتبة عبير الباز نفذت لهم العديد من الأعمال، ولعل آخرها في مهرجان الفرق المسرحية الأهلية الأول الذي أقيم بالرياض والكاتبه غيبت عن المهرجان لأسباب مكانية ولكن الخطط المستقبلية بشأن حراك المرأة المسرحي والثقافي في مثل هذا المهرجان، فهي متطورة وقيد الدراسة، ونوليها نحن كمهتمين بالشأن المسرحي كل اهتمامنا.