|
الجزيرة – نواف المتعب:
شكك خبير نفطي في استمرار ارتفاع أسعار النفط لفترات طويلة، مؤكدا وجود مبالغة إيرانية في قدرتها على إغلاق مضيق هرمز، وقال كبير الاقتصاديين في شركة إن جي بي الأمريكية الدكتور أنس الحجي: إن هناك عوامل تضغط على أسعار النفط وتحاول إجبارها على الهبوط أبرزها أزمة الديون في أوروبا وتباطؤ الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة والتخوف من تراجع نمو الاقتصاد الصيني وزيادة إنتاج النفط في أمريكا الشمالية، وفي المقابل هناك ضغوط ترفع أسعار النفط منها انخفاض الإنتاج في عدد من الدول النفطية لأسباب سياسية وطبيعية وفنية، ودفاع بعض دول أوبك عن أسعار نفط مرتفعة، وبالتالي حصيلة هذه القوى هو بقاء أسعار النفط مرتفعة.
وحول التهديد الإيراني الحالي بإغلاق مضيق هرمز أكد حجي وجود مبالغة في قدرة إيران على إغلاق المضيق، غير أنه لم ينفي قدرتها على إحداث تأثير في حركة الملاحة بالخليج وعلى حركة ناقلات النفط، مسترجعا ما حدث في الثمانينيات أثناء الحرب العراقية الإيرانية والذي وصلت فيه أسعار النفط إلى ما دون العشرة دولارات.
وأشار الدكتور الحجي إلى أنه في حالة حدوث أي عمليات حربية مهما كان مصدرها فإن أسعار النفط ستتجاوب معها وسيفترض المشترون السيناريو الأسوأ وستشهد ارتفاعاً شديداً في الأيام الأولى ثم تنخفض بسرعة مستشهداً بالانهيار الذي حدث في أسواق النفط بمنتصف الثمانينيات، ولافتا إلى أن التاريخ شاهد على أن العمليات العسكرية في المنطقة لم يسفر عنها أي كارثة نفطية عالمية.
يذكر أن مضيق هرمز يعد من أهم المضايق المائية في العالم بسبب كمية النفط التي تمر فيه والتي تقدر بحوالي 17 مليون برميل يومياً (حوالي 20% من الطلب العالمي على النفط). ويتوقع أن تزداد اهمية المضيق مع مرور الزمن و تركز إنتاج النفط في المنطقة حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ترتفع نسبة النفط المار في المضيق إلى 36% من الطلب العالمي.