أكثر ما يسوؤني حد القرف أنه لم يزل بعض المثقفين يعلكون بعض المصطلحات الهرمة التي عفا عليها الزمن وتجاوزها منذ أكثر من ربع قرن مع أن تلك المصطلحات قبل ذلك كانت من أدوات المثقف التقدمي، ولكن أن تبقى تلك الأدوات البالية وغير الصالحة للاستعمال في وقتنا الراهن فهذا يدل على أن مستعملها قد أصبح (رجعياً) لم يتقدم بفكره ونظرته (المراوحة) في الوقت الذي يستوجب على المثقف أن يفهم جيداً واقعه الآني، ويحاول جاهداً أن يأخذ بيد الواقع نحو المستقبل ليكون تقدمياً حقيقياً يخدم وطنه وأبناء شعبه وينافح ويدافع عن الوطن حينما تحيق به المخاطر بغض النظر عن الأيدلوجية التي يتمسك بها، لأن الوطنية فوق الأيدلوجيات والخلافات السياسية حتى ولو كان (معارضاً) للنظام السياسي الذي يقود البلاد ولاسيما إذا كانت تلك المخاطر تحاول النيل من منجزات النظام أو (السلطة) كما يحلو لمن هم في بدء الفجاجة السياسية أن يستعملوا هذه المفردة (الرثة) والتي فقدت معناها منذ زمن ليس باليسير تلك المفردة التي تستفزني تماماً، كما أشرت في أول المقالة، أقول فيما إذا كانت المخاطر تسعى إلى خلخلة البناء الاجتماعي وتفكيك الوحدة الوطنية والولوج من خلال الطرح (المتأسلم أو المتأدلج) إلى امتطاء مفردات براقة تستحوذ على ذهنية المواطن (الهش) لتقوده إلى انتماءات حزبية ضيقة لا تؤمن بـ(الوطنية) أصلاً وإن ارتدت -زوراً- أية عباءة مبهمة.
آنذاك. آنذاك لا بد للمثقف الوطني أن يمتشق سيفه (قلمه - فكره) وأن يتمترس مع السلطة (التي حققت لشعبها الحياة الكريمة، والشفافية، وإيمانها بالتقدم نحو الأمام ومعاضدة مليكه الصالح نحو الصلاح والإصلاح.