الحديث عن المملكة العربية السعودية وسلفيتها التي تقلق البعض يعد جهلاً بما تعنيه السلفية التي أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد الأمين - حفظه الله - على تمسك المملكة العربية السعودية بهذا النهج لكونه يستمد من كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وقال (كما تعلمون فإن السلفية الحقَّة.. هي المنهج الذي يستمد أحكامه من كتاب الله تعالى.. وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.. وهي بذلك تخرج عن كل ما أُلصق بها من تهم.. أو تبناه بعض أدعياء اتّباع المنهج السلفي.. وحسب ما هو معروف.. فإن هذه الدولة المباركة.. قامت على المنهج السلفي السوي.. منذ تأسيسها على يد محمد بن سعود.. وتعاهده مع الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمهما الله-.. ولا تزال إلى يومنا هذا بفضل الله.. وهي تعتز بذلك.. وتدرك أن من يقدح في نهجها أو يثير الشبهات والتهم حوله.. فهو جاهل يستوجب بيان الحقيقة له). أتوقف عند قول سموه (فهو جاهل يستوجب بيان الحقيقة له) في إشارة واضحة من سموه لوجود فئة من الناس سواء من أبناء المملكة أو أبناء أمتنا الإسلامية الذين يقدحون في نهج بلادنا دون إدراك في كثير من الأحيان ما هو هذا النهج, وسموه بمقولته هذه يؤكّد على أهمية بيان حقيقة سلفية المملكة التي قامت عليها منذ الدولة السعودية الأولى على يدي الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - وتلتها الدولة السعودية الثانية، وأكَّدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - في أول يوم دخل فيه الرياض معلناً ميلاد الدولة السعودية الحديثة المنفتحة على العالم المتمسكة بنهجها الذي لن تحيد عنه وهو تحكيم كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبعد أكثر من قرن من الزمن يجدد ابن عبد العزيز ما قاله والده في أن دولتنا دولة التوحيد ولن تخضع لأي قانون وضعي ولن تحكّم إلا كتاب الله وسنَّة رسول الله. ويشير سمو الأمير نايف إلى أن النهج السلفي (حُمّل زوراً وبهتاناً ما لا يحتل.. من كذب وأباطيل ومفاهيم مغلوطة.. كالتكفير والغلو والإرهاب وغيرها.. وبشكل يجعل من الواجب علينا جميعاً.. الوقوف صفاً دون ذلك.. وأن نواجه تلك الشبهات والأقاويل الباطلة.. بما يدحضُها).
إن ما أكَّده سمو ولي العهد يحمّل العلماء مسؤولية بيان ماذا تعني سلفية المملكة؟ وما هي السلفية الحقة؟ وماذا يعني أنك سلفي؟ لقد فهم هذا المصطلح فهماً مغلوطاً عند الكثير من الناس وبخاصة المجتمعات الإسلامية في الوطن العربي والإسلامي وبعض أبناء المملكة للأسف الشديد, لقد فهم هذا المنهج على أنه ثوري لا يقبل الحوار ولا يأخذ بأسباب التقدّم ولا يعترف بأي مجتمع غير مسلم، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.
إن مسؤولية بيان حقيقة منهجنا وحقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - مسؤولية تأكدت في هذا الزمن أكثر من أي زمن آخر, وعلى العلماء سواء علماء المملكة أو علماء عالمنا العربي والإسلامي الذين يدركون هذه الحقيقة أن يبينوها للناس فما أحوجنا إلى وحدة النهج.
رسالتنا للعالم الإسلامي قبل غيره نحن متبعون لا مبتدعون.. نعترف بأننا نخطئ ولا نحمّل المنهج السلفي خطأنا بأي حال من الأحوال، نؤمن بأن كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم هو النهج الصحيح وهو ما نحتكم اليه راعياً ورعية, فعلى العالم أن يفهم هذا النهج ويدرك عظمته. والله المستعان.
almajd858@hotmail.com