منذ أن أشرقت من هذه البلاد أنوار التوحيد وهي تزخر بالخير والعطاء والفضيلة، ولاغرو فهي مهد الإسلام ومهبط الوحي ومنطلق النور وموئل الإشعاع ومنبت لغة الضاد وركيزة المفاخر وينبوع المآثر.
ولقد شهدنا بالأمس افتتاح ندوة (السلفية منهج شرعي ومطلب وطني) ووضع حجر الأساس لمشروعات جامعة الإمام - ولا شك أن السلفية منهج ديني ودنيوي يدعو إلى الأخذ بأسباب التقدم والرقي والتعايش السلمي - فالسلفية هي نهج بلادنا، وهذا سر علوها ورفعتها في كل مراحلها، وذلك بالسير على ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وهم السلف الصالح؛ فهذه البلاد هي قبلة المسلمين، وهي تنطلق من أسس ثابتة ومبادئ قويمة ومنبعها كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح، وقد أقام مؤسس هذه المملكة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كيان هذه البلاد على التوحيد وإخلاص العبادة لله وتطبيق المنهج السلفي بكل إخلاص؛ حيث إنه منهج شامل للشريعة والفكر والإصلاح والاعتدال والوسطية ويتميز بصفاء العقيدة ووضوحها؛ فهذا المنهج الأصيل والقويم يحتاج إلى المزيد من التوعية وبيان حقيقته لن يثير الشبهات والتهم حوله، ولعل هذه الندوة وما فيها من بحوث ودراسات تواجه تلك الشبهات والأقاويل والافتراءات الباطلة.
إن الالتزام بالمنهج السلفي منهج شرعي واضح ومطلب وطني صحيح؛ فهو السير على ما كان عليه رسولنا الكريم وأصحابه الميامين؛ حيث كانت لهم الريادة والنصر والتمكين - وإن المنهج الإسلامي منهج وسطي يقوم على الوسطية والاعتدال- ومنذ أن قام موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز بتوحيد أرجاء وربوع هذه المملكة على كلمة التوحيد كان حريصاً على المنهج السلفي الصحيح ونبذ الغلو والتطرف؛ حيث إنها منهج أصحاب رسول الله الذين تلقوا الدين من محمد -صلى الله عليه وسلم- وأثنى عليهم الرسول؛ حيث قال: (خير القرون قرني..) وأمرنا باتباع منهجهم كقوله: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي.
فالسلفية النقية لها مناهجها الخاصة، إن على مؤسسات التعليم نشر الاعتدال والوسطية وتعزيز قيمها في المجتمع ونشر قيم التسامح وتعزيز روح المواطنة والفكر السليم.حفظ الله بلادنا وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار، وحيا الله جامعة الإمام للاهتمام بمثل هذه الندوات الشرعية المتخصصة، مع أطيب الأمنيات للجميع في هذه الندوة بالنجاح والتوفيق.