سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على ما كتبه الأستاذ الأديب سليمان الفليح في الجزيرة بعنوان (تفضيح ليس إلا) يوم 25-1-1433هـ.
وقد تناول الكاتب الغرامات التي تنفذها الجهات الرسمية كوزارة التجارة على المتلاعبين بالأسعار، والمحتكرين، والغشاشين، وغيرهم.
فالمجتمع متعطّش بكل شوق إلى مثل هذه الأخبار إن كانت صحيحة على إطلاقها! لأن بعض التجار يتكسَّب على حساب صحة المواطنين وأرواحهم! لقد يئس بعض المجتمع من معاقبة المتلاعبين كما يئس...... من أصحاب القبور!
لسان حالهم: أبْشِر بطول سلامة يا مربع!
أو من أَمِنَ العقوبة أساء الأدب! لذلك تجدهم في غاية اليأس من معاقبة المتلاعب والغشاش.. فلا يفتؤون يقولون: (يا رجال الدرعا ترعى) يا رجال الشق أكبر من الرقعة! يا رجال هي وقفت على ذِي؟!
لكن المضحك المبكي هو أن المجتمع يَسْمَع بين الفينة والأخرى عن عقوبة على تاجر أو غرامة مثلاً ولكنهم متيقنون أن هذه الغرامة الزهيدة قد كسب التاجر مقابلها أضعاف أضعاف ما غرّموه!
والمجتمع يتساءل: كيف يتلاعب المتلاعب جهاراً نهاراً أمام أجهزة الدولة التي تراقب؟! أم أن المراقب يحتاج إلى مراقب؟!
كيف يراعى شعور التاجر عن التشهير والعقوبة.. وهو قد وَلَغَ في الأنانية إلى أذنيه؟! قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ!!}.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا).. وقال صلى الله عليه وسلم (أيما جسم نبت على السحت فالنار أولى به). فلا تغرَّنكم الحياة الدنيا ولا يغرَّنكم بالله الغرور... والخلاصة أنه يا حبذا إن كان ثمة غرامة حقيقية محترمة تناسب تلاعب هذا التاجر والغشاش وإلا فعلى الأقل أكرمونا بستركم، ولا تعرّضوا أجهزتكم للسخرية!
وفَّق الله الجميع والسلام عليكم.
د. علي الحماد - محافظ رياض الخبراء