على مدى شهر واحد سمع الكثير منا عن جرائم متعددة للخادمات تكون نهايتها الموت لها أو لأحد أفراد الأسرة، فإحداهن قتلت عروسا ليلة زواجها، وأخرى ذبحت طفلا بريئا، وثالثة تردي شابا قتيلا بعد غرس سكين في صدره، ورابعة تنتحر في دورة المياه!
وحصول تلك الحوادث مجتمعة تنذر بوجود ظاهرة شديدة الخطورة في مجتمعنا الذي يميل للسلم في مجرى حياته، بل إن جرائم القتل فيه تعد الأقل على مستوى العالم، أو هكذا أزعم!
وحوادث القتل الشنيعة التي حدثت يجب ألا تُترك دون رصد ودراسة دقيقة لها، ومعرفة أسبابها ودوافعها، وبالتالي علاجها، حتى لا نجد أنفسنا وقد وقعنا ضحايا لأشخاص موتورين أو لديهم حالة نفسية سيئة بسبب فراقهم لأسرهم وأوطانهم، أو أنهم مجرمون بالأصل والفطرة. كما ينبغي ألا نغفل الدوافع سواء كانت بهدف السرقة أو الطمع أو الحقد والانتقام.
تحزنني وتفت كبدي تلك الحوادث التي فجعت بها كل أسرة تعرضت لقتل طفلها البريء أو ابنتها اليافعة أو ابنها الشاب بيد خادمة مجرمة داخل منزلهم، بعد أن وثقوا بها وتعايشوا معها على علاتها! كما أن الوضع القائم حاليا من النقص الشديد الذي تمر به سوق العمالة ووقف الاستقدام من بعض الدول فاقم المشكلة، وجعل بعض الأسر تستعين بخادمات مؤقتات مجهولات الهوية للحاجة لهن، سواء لحضانة طفل موظفة أو لرعاية كبير السن أو للمساعدة في الأعباء المنزلية ثم ما تلبث أولئك الخادمات بالانقلاب بالمكر والخداع، إما بالقيام بأعمال إجرامية نهايتها الموت لأحد أفراد الأسرة أو بالهرب بعد دفع المبالغ الباهظة لقاء الاستقدام، أو المبالغ المضاعفة مقابل التنازل المزعوم.
ولو تخيلت السيدة ربة المنزل أن هذه الخادمة التي أحضرتها ودفعت لأجلها المبالغ الهائلة لتساعدها في أعمال منزلها أو تقضي وقتاً مع طفلها ستكون وبالاً عليها وسبباً في بؤسها وحزنها لراجعت التفكير في كثير من خططها سواء بالاستغناء عن الوظيفة أو طرح الاسترخاء وتأهيل الأبناء للعمل المنزلي، ولأعادت النظر في أسلوب تعاملها مع الخادمة سواء في الراتب الشهري أو أوقات النوم وتحديد ساعات العمل، وعدم منح الأطفال فرصة التعامل الوحشي معها أحياناً كإصدار الأوامر أو زجرها ونهرها أو ضربها، والتوسيع عليها بالتواصل مع أسرتها وعدم شحنها نفسياً وترك تقرير مصيرها بنفسها حين رغبتها في السفر حتى قبل نهاية العقد، لأنها بشر، ولأن غير ذلك ستكون نتائجه سيئة جداً؛ إما بالهرب أو العنف والانتقام أو الانتحار. وكل ذلك مصيبة كبيرة، وتوسيع لهوة المشكلة التي يحسن علاجها حال ظهور بوادرها.
ألا نتفق بأننا إزاء تحدٍّ كبير في حل هذه المشكلة التي باتت تؤرق مضاجعنا وتشغل بالنا، حين يصل الأمر إلى فجيعة تفتت أكبادنا وتغتال قلوبنا؟ لا فجعني الله وإياكم بحبيب!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny