قرأت ما نشرته (الجزيرة) حول بنك خادم الحرمين للطعام والكساء يوم الخميس 27 محرم 1433هـ، وتمعنت فيما كتب عن المشروع من جهود، أسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وأن ينعم علينا باستمرار نجاح المشروع وتطوره وأن يسدّد القائمين على البنك بكل توفيق، وتعليقاً على ذلك أقول:
أشار المشرف على أعمال بنك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للطعام والكساء الدكتور عبد الله آل بشر إلى أن البنك يقوم بدراسة جديدة لتقديم الطعام بطريقة علمية وصحية، حيث سيتم إنشاء مستودعات وثلاجات لاستقبال تلك الأطعمة وسيعمل بآلية منظمة وتقنية حديثة وصحية تضمن سلامة الغذاء، وجاء اختيار الطعام والكساء لما لهما من أهمية في سد حاجة المحتاجين وتشمل الدراسة آليات عمل جديدة تتمثَّل في التعاقد مع المطاعم الكبرى والفنادق وصالات الأفراح والمصانع الكبيرة، وإنشاء مصنع تعليب وتغليف للأطعمة الجافة، مؤكداً أن عمل البنك سيشمل جميع مدن ومحافظات منطقة الرياض، وبعد هذا أقول: إنها دراسة موفّقة وتستحق الاهتمام فعلاً، ليس على مستوى منطقة الرياض ولكن على مستوى المملكة، وهنا أحب الإشارة لواقع يستحق الاهتمام فعلاً، وهو أن عدداً من المواطنين يخزن الأطعمة المطبوخة في ثلاجة منزله لدرجة التجميد يومياً، وفي الغالب يخلطون اللحم المتبقي مع الرز والخضار وما شابه ذلك، وفي كل فترة ينقلون ما جمدوه إلى من يتولى إطعامه للحيوانات أعزكم الله أو يرميها في مكان محترم.
وتوزع البلديات والأمانات حاويات خاصة بالأطعمة وفي الغالب لا يتقيّد البعض بذلك، فيخلط البلاستك مع الأطعمة وما شابه ذلك، وأقترح تدخل بنك خادم الحرمين الشريفين للغذاء والكساء من خلال ما يلي:
أولاً: يتم توزيع علب أو أكياس على جميع المنازل بألوان مختلفة، وبحسب ما يمكن جمعه من أطعمه، وذلك بعد تصنيف الأطعمة الصالحة للأكل من خلال ألوان العلب أو الأكياس، اللون الأحمر لتجميع اللحوم الحمراء، واللون الأزرق لتجميع اللحوم البيضاء واللون الأخضر لتجميع الأرز، واللون الأصفر لتجميع الخضار المطبوخة، وأقترح أن تكون التي من المنازل بشعار خاص والتي من المطاعم والفنادق بشعار آخر.
ثانياً: يكتفى في البداية بتجميع نوع محدد من أطعمة المنازل المجمدة كاللحم مثلاً، ويطلب من المشتركين الاستعداد لاستقبال الأكياس المخصصة لتجميع اللحوم المطبوخة، والاستعداد لإيصالها في بداية المشروع، ثم يتم التفكير بطريقة ما لوصول مندوب البنك خلال مدة يحددها البنك.
ثالثاً: يتم نقل اللحوم المطبوخة المجمدة لثلاجات البنك، ثم يتم الكشف على عينة من اللحوم، فإن كانت صالحة للأكل يتم الاعتماد على هذا الأسلوب، لتوزيع كميات اللحوم إلى مستحقيها أو الاحتفاظ بها لدفعها لأي منطقة من مناطق المجاعات، لتقدم جاهزة للمحتاجين، فقط يتم تسخينها من قبل المسعفين أو العاملين في نقل الصدقات.
أما عن تجميد الأطعمة في البيوت فيما يبدو لي أنه ظاهرة تغافل عنها الإخوة في المطاعم والفنادق ولكنها تحتاج لتنظيم فقط، وأن كميات الأطعمة المطبوخة لدى الفنادق والمطاعم أكثر، وجمعها آكد من جمع الأطعمة القليلة التي لدى المنازل، ولكن ليعلم الدكتور - وفَّقه الله- للخير ومن يشاركه في الدراسة، أن المنازل سبقت إلى التجميد ولكنها لم تجد من يدعمها، فهل من دراسة أخرى تخص الأطعمة المجمدة في البيوت أو ضم ما يوجد لدى الناس مع ما يوجد لدى المطاعم والفنادق.
شاكر بن صالح السليم