|
تصنف عمليات جراحة البدانة ضمن ثلاث مجموعات:
1- العمليات الحاصرة (Restrictive)، وتقوم على تقليص حجم المعدة ومنها حزام المعدة، وقص المعدة الطولي (تكميم)، وعملية طي المعدة الطولي.
2- العمليات المانعة للامتصاص (Malabsortive) ويتم فيها اختصار مجرى الطعام، فلا يتاح امتصاصه كاملاً.
3- العمليات المختلطة (Mixed) ويتم فيها تقليص حجم المعدة، وتحوير مجرى الطعام لمنع امتصاص عناصره الغذائية، ومنها عملية تحوير المعدة، وعملية التحوير المختصر، وعملية سكوبينارو.
جميع هذه العمليات تتم بالجراحة التقليدية، أو بالمنظار الجراحي عن طريق فتحات صغيرة، أو عن طريق فتحة صغيرة واحدة، ولكل مريض طريقة تناسبه حسب وزنه الزائد، وعاداته الغذائية، والجراح المعالج يستطيع اختيار الطريقة المثلى لكل حالة.
المستفيد من العمليات
نظراً لتفاقم ظاهرة البدانة عالمياً، وشمولها للدول الغنية والفقيرة، فإن عدداً من يجرون جراحة لعلاج البدانة لا يزيد عن 1% ممن يحتاجها، لذا وضعت الهيئات الصحية المعنية، معايير خاصة لإجراء مثل هذه العمليات وهي:
1- مؤشر كتلة الجسم أعلى من 40 (مؤشر كتلة الجسمBMI = الوزن بالكيلو جرام/ مربع الطول بالمتر)
2- مؤشر كتلة الجسم أعلى من 35 مع وجود مرض بسبب البدانة، مثل ارتفاع الضغط، الداء السكري، تآكل المفاصل، وغيره.
وقد وافقت منظمة الغذاء والدواء مؤخراً على السماح باستعمال حزام المعدة لمؤشرات كتلة جسم أعلى من 35 وأعلى من 30 (إذا وجد مرض مرافق)، بدل المعايير السابقة بعد ثبوت نتائجه وأمانه.
لماذا يتجنب البدين الجراحة؟
من الأسباب المباشرة لعزوف المرضى عن إجراء عمليات البدانة رغم معاناتهم:
1- المضاعفات التي تصاحب مثل هذه العمليات، رغم أن معظمها أصبح نادر الحدوث لدى الجراحين ذوي الخبرة.
2- الكلفة العالية لهذه العمليات، خاصة أنها لا تغطى من قبل شركات التأمين، ما عدا في قلة من البلدان.
3- حدوث بعض المضاعفات طويلة الأمد الناجمة عن تغيير الطبيعة التشريحية للجهاز الهضمي، وسوء الامتصاص.
4- ضغط البيئة المحيطة وقلة التثقيف الصحي عن مخاطر البدانة.
عملية طي المعدة Laparoscopic great curvature plication
تعتبر عملية طي المعدة، كعملية حاصرة لسعة المعدة، نموذجاً أكثر أمنا، حيث تطوى المعدة على طبقات لينخفض استيعابها 70ـ80%، دون إجراء أي قص فيها، ودون وضع أية مواد غريبة، مع الحصول على نتائج مشابهة لبقية العمليات الحاصرة تصل لنزول 60% من الوزن الزائد وسطياً خلال 18 شهراً.
ورغم حداثتها تعد عملية واعدة، ونتائجها جيدة ولكن بكلفة أقل ومضاعفات أقل مما ساعد على انتشارها السريع.
كيف تجرى العملية؟
تجرى العملية تحت مخدر عام، وبواسطة 4ـ5 ثقوب صغيرة بالبطن، ويتم فصل الانحناء الكبير للمعدة (الطرف الأيسر) من الشحوم المحيطة به بواسطة جهاز للقطع، ثم يتم طي المعدة على نفسها، مثلما يزمم الثوب، بواسطة خياطة على طبقتين، مما يحول المعدة من شكل الجراب الواسع إلى شكل انبوب بعرض ابهام اليد، وتستغرق العملية ساعة ونصف تقريباً، ويغادر المريض المستشفى بعد 24 ساعة، ويبقى على حمية متدرجة لمدة 30ـ45 يوماً، قبل أن يعود للغذاء الكامل.
* هل هناك مضاعفات؟
1- سيشعر بعض المرضى بالغثيان والقيء في الأيام الأولى خاصة عند تناول كميات من السوائل أكبر مما تتحمل المعدة، وخروج بعض القئ المدمى الذي سيختفي تدريجياً.
2- الشعور بالمغص والألم مكان الجروح ويكون بسيطاً ومحتملاً ويختفي خلال أيام.
3- حدوث حموضة بأسفل الصدر، لذا يعطى المريض أدوية مضادة للحموضة لفترة قصيرة.
4- من النادر جداً حصول انثقاب لجدار المعدة، أو حصول نزيف في جدار المعدة، ويكون علاج مثل هذه الحالات أبسط من علاج مثيلاتها في العمليات الأخرى.
4- من النادر حصول انسداد في المعدة، ويكون سببه نتيجة لانتفاخ جدار المعدة، ويعالج تحفظياً في الغالب.
5- قد يحدث نادراً انفتاق لجدار المعدة بين خيوط الطي، أو التواء لجزء من المعدة، وعندها يجب التدخل جراحياً لإصلاح الخلل.
مميزات عملية طي المعدة
ما يميز هذه العملية، أنها تجرى بالمنظار الجراحي، دون أن تؤثر على وظيفة المعدة والجهاز الهضمي، فلا يحرم الجسم من إفرازات المعدة الضرورية، ولا من العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد والكالسوم والفيتامينات والبروتينات والمعادن النادرة الضرورية لصحة الأنسان، كما أن المخاطر مثل الانثقاب والتسريب والنزيف أقل بكثير من العمليات الأخرى التي تتضمن قصاً للمعدة والأمعاء، كما أن علاج المضاعفات المحتملة فيها أسهل من العمليات الأخرى، يضاف لذلك إمكان إلغاء العملية عند الضرورة طبعاً، لتعود المعدة لوضعها الطبيعي.
كلفة أقل
ومن المميزات المهمة للعملية قلة تكلفتها بسبب الاستغناء عن الأدوات الباهظة الثمن المستعملة في العمليات الأخرى، ولا ننسى أن طي المعدة قد يكون حلاً عند فشل العمليات الأخرى مثل حزام المعدة والتكميم، وبالعكس، فإنه يمكن تحويلها لعملية أخرى عند الضرورة.
والنتائج المشجعة التي تظهر تباعاً، ومع ازدياد الخبرة بإجرائها، تجعلها عملية واعدة، ولا يفوتنا أن ننوه أن طي المعدة من العمليات الحاصرة للمعدة، ما يستوجب تقيداً بحمية غذائية سليمة، مثل تجنب السوائل المحلاة، والأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون، أو الإفراط في الأكل لحد التخمة، كما أن اتباع نظام رياضي يومي، سيحسن نزول الوزن بشكل كبير بعد إجراء العملية.
د. فؤاد الأحدب - استشاري الجراحة العامة والمناظير والبدانة