رغم تكراري وغيري لمطلب حيوي في مجال الثقافة والفنون وذلك بإيجاد متحف للفن الحديث والمعاصر، إلا أننا لم نشهد بوادر لتحقيق هذه الأمنية حتى يومنا هذا.
وتابعت وتابع غيري الأوراق المقدمة في الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين، طالب فيها عدد من المشاركين والمعلقين بالعمل على البنية التحتية للثقافة من خلال إنشاء المؤسسات الثقافية وفي مقدمتها متحف خاص بالفنون، وكان على رأس هؤلاء منى خزندار، مديرة معهد العالم العربي في باريس، ضمن ما طالبت به في ورقتها المشوقة... كما أضيفت هذه (الأمنية) ضمن توصيات الملتقى الختامية.
وكنا في الجلسة التي طالبت فيها خزندار بهذا الحلم، نستمع بل ونرى أوراق العمل الأخرى المقدمة من كل من المهندس علي اليوحة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت الشقيقة حول البنية التحتية فيها، ولكن لفت نظرنا ما عرضته معالي الشيخة مي الخليفة وزيرة الثقافة البحرينية عن المشاريع الثقافية المستقبلية في البحرين ومنها متحف للفن الحديث ومركز للفنون الآدائية وغيره من المشاريع الثقافية الكبرى، ذكرتني بما عرضته هنا سابقا وشهده غيري الكثير في كل من الشارقة، (المتاحف وبينالي الشارقة) ودبي، (دار كريستيز وآرت دبي - Art Dubai) وأبو ظبي، (مشروع جزيرة السعديات ومتاحفه ومبانيه الثقافية) في الإمارات العربية الشقيقة.
ولا ننسى بطبيعة الحال قطر ومتاحفها ذات التصميم المعماري الفريد (متحف الفنون الإسلامية) ومتحف الفنون الحديثة والمعاصرة كأول متحف خاص بالفن الحديث والمعاصر في دول الخليج العربي.
ونحن السعوديون، حينما نسمع ما يجب أن نكون عليه من سعوديين وسعوديات يُحسبون على مستوى العالم العربي بل والعالم أجمع في المجال الثقافي، ثم نشاهد ما وصلت أو ما خططت عليه دول الخليج الشقيقة المجاورة، ينتابنا نوع من الغبطة والحسرة في الوقت ذاته، لا لعدم وجود هذه البنية فحسب، وإنما لغياب العديد من المعلومات والإحصائيات التي قد تساهم كذلك في سرعة حراك سوق وتجارة الفن التي ستضيف قيمة اقتصادية للعمل الفني على المستويين المحلي والعالمي، ولنعلم أنه لا توجد إحصائيات بالمبيعات التي حصلت للأعمال الفنية السعودية في الخارج ولا الداخل سوى ما بيع عن طريق دور المزادات الغربية، كما ولا توجد إحصائيات بعدد الأعمال الفنية لدى المستثمرين المحليين ولا قيمتها الاستثمارية.
لذا أعتقد وأنه كما ذكر عبدالناصر غارم في مداخلته أثناء الجلسة... لا يجب أن ننتظر الوزارة، فلنعمل على الرصد والتسجيل والتوثيق، ولنعمل على إنشاء متحف بجهود شخصية وبدعم أصحاب الرؤى بعيدة المدى... وتيمناً بالعام الميلادي الجديد 2012... ربما في يوم قريب... نتحول لنصبح مثل دبي أو أبوظبي أو الشارقة أو الدوحة أو المنامة!... كل عام وأنتم بخير
msenan@yahoo.com