«إذا أردت تحقيق أمر ما فإن العالم كله يساعدك في تحقيق رغباتك»، لعل هذه العبارة من عبارات الحكمة المشهورة للروائي البرازيلي باولو كويلو كافية أن تكون نهج سعادة وسبيلاً للمثابرة وتحقيق الآمال والطموحات والأحلام.
ولعل تلك العبارة هي ما جعلني في مصافحتي الأولى لكويلو أن أعشق ما يكتب، وأقتفي خطوات الريح التي تأتي في رواياته بالأحبة، وبصوت الصحراء ومن مروا فيها هاربين من موتها لمفازتها.
مقدمة رواياته تجذبك بشوق ودهشة إلى ما بداخلها، فذلك التلميذ الذي يسأل معلمه الذي يحتضر:
- من كان معلمك أيها المعلم؟
ويجيبه معلمه: قل المئات من المعلمين، ومن ثم يقص عليه من هؤلاء أكبرهم تأثيراً وكان أحدهم لصاً وكان لا يستسلم لليأس إن لم يوفّق في يومه، بل يمنحه ذلك القوة على المتابعة.
والمعلم الآخر كان ذلك الكلب الذي رمى بنفسه في النهر عندما رأى انعكاس صورته في الماء وغلبه العطش الشديد، وكانت اختفت الصورة هذه المرة.
والمعلم الثالث كان صبياً يسير إلى الجامع وبيده شمعة ولما سأله المعلم من أشعلها، أطفأها الصبي ليسأل المعلم سؤالاً آخر هو أين ذهبت نارها؟
هنا تساءل المعلم من ذا الذي يشعل نار الحكمة؟ وإلى أين تذهب؟ ومن هنا أدرك أن النار في قلبه سوف تتوهج عندما يحتاج إليها.
القارئ العزيز: سوف تجد السعادة عندما تطلبها، وستلبيك الحياة عندما تتعايش مع شجرها وسحبها وأنهارها وصحرائها وغاباتها، فما أجمل أن يهمس لك النهر بذاكرة الحياة حين يحملها مع جذع شجرة طفت على سطحه تكمل رحلة الحياة، ما أجمل أن تهمس لك السحب بذاكرة البحر التي تحمل من كل الجهات، ما أجمل أن تهمس لك الريح بذاكرة الصحراء فتأتيك بالحكايا.
الحياة جميلة وتستحق أن نعيشها، اتبع حكمتها لتتقد في قلبك شموعها، وتعلم ما استطعت من كائناتها تهبك تجاربها، وكل عام وملء قلبك البهجة والسعادة.
من آخر البحر: من ديواني «جسد الكلمات»
امرأة
من ظلّ العتمة تأتي
من قبضةِ بحر
من حبةِ رملٍ ساقتها الريحُ لكثبانٍ
تثملُ بالريحِ وتأتنسُ
امرأةٌ..
تتشكلُ من جسدِ الكلمات
من قلب العاشق
تخرج كالمارد
وتلبي
تحملُ في صدر اللوعةِ لوعتها
تشرقُ في عطش الوقت
فتورقُ ألوانُ الكلمات
mysoonabubaker@yahoo.com