|
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الرومي- رحمه الله- يقول في كتابه: (نظرات في دائرة المعارف لبطرس البستاني) تعتبر دائرة المعارف لمؤلفها بطرس البستاني مرجعاً هاماً من مراجع المكتبة العربية، وقد وجدت فيها أغلاطاً كثيرة ولا سيما فيما يخص الإسلام.
كتاباً وسنة ونبياً ورجالاً.. ومن تلك الأخطاء:
قال بطرس ص 448 ج 4 وإن الإنسان الذي لا يبالي بالأمور الخارجية يصل إلى كمال أشبه بكمال الله ويشاركه سعادته ويرى مثله جمال الفضيلة وشناعة الرذيلة.
قلت: هذا الكلام مردود، فالله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق في الذات والصفات ولا يشبه أحداً من خلقه كما لا يشبهه أحد من خلقه، تعالى وتقدس عن مشابهة المخلوقين، وقد جاء النص على ذلك في التنزيل العزيز قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (11) سورة الشورى.
قال بطرس ص 581 ج 6 عن كلامه على جبل الجودي: وقد ورد ذكره في القرآن حيث قيل: واستوت على الجودي.
قلت: لا يليق عند إيراد نص من القرآن التعبير بكلمة (قيل) بل يقال: قال تعالى أو قال عز وجل أو نحو ذلك من الأسماء الطاهرة المتضمنة نسبة القول إلى الله تعالى مع إضافة التنزيه والتقديس والتعظيم كما يليق بالله عز وجل ولا يناسب إيراد القول بصيغة البناء للمفعول، وهو صيغة (قيل).
قال بطرس ص 581 ج 6 عند ذكر مسجد من المساجد:
وكان الناس يزورونه تبركاً.
قلت: زيارة المساجد الشرعية للتعبد فيها من صلاة وتلاوة وانتظار صلاة بعد صلاة واعتكاف ونحو ذلك مما ثبت شرعاً بالكتاب الكريم أو السنة النبوية المطهرة وأما زيارة المساجد للتبرك فهذا مما لم يشرع في الكتاب ولا في السنة.
قال بطرس ص 468 ج 11: عائشة وقد دعيت بأم المؤمنين.
قلت: لا يليق التعبير بـ دعيت عن تسمية عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين لأن ذلك ثبت بالقرآن الكريم قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (6) سورة الأحزاب، وقوله تعالى: {أُمَّهَاتُهُمْ}، أي في الحرمة والاحترام والتوقير والإعظام والاكرام قال ذلك الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره فتسمية عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين ثابت بنص القرآن الكريم.
وكتاب (نظرات في دائرة المعارف جاء في 96 صفحة من القطع الكبير وصدر عن مكتبة التوبة.. وقال المؤلف الشيخ عبدالعزيز الرومي في المقدمة. لما كانت هذه الموسوعة مرجعاً للدارسين من أبناء المسلمين وغيرهم يفزعون إليها كمصدر معرفي عند الحاجة لتوثيق قضايا في العقائد والديانات أو التاريخ أو الإعلام أو الأماكن وغيرها حفزني هذا الأمر للنظر فيها وبيان حالها.