أنا رجل أعمال ناجح، أسير بكل تؤدة واطمئنان ومعي حقيبتي السوداء ولدي دار نشر في مدينة ومجمع تجاري خارج نطاق المدينة يخدم المسافرين، ولدي في مدينة أخرى مجمع لورش الحدادة والألمنيوم، ولدي في مدينة أخرى حوش للأبقار، وأعمالي تتطلب المتابعة مني والإشراف عليها.
نزلت من الطائرة في طريقي للفندق ورأيت حاوية للنفايات بقربه، فوقها قط يحدق إلى مجموعة من القطط، فأنزلت الحقيبة وشعرت بالعمل المثير الذي سأعلمه مع القط، سوف أقترب منه وأضع يدي على ظهره وأدفعه فيسقط على الكراتين، إنه عمل مثير وشيق ورائع ولكن هل يراني أحد؟! لا ينبغي أن يراني أحد، كيف لا؟! وأنا رجل أعمال محترم!
نظرت إلى الشارع وكان من حسن الحظ خالياً، ونظرت إلى أدوار الفندق الخمسة فلعل أحداً ينظر إلي من نافذة!، اقتربت من القط، وضعت يدي على ظهره، ما أحلى فراءه الناعم، وشعره الأبيض! دفعته بسرعة، إنها لحظة مثيرة، لذيذة، وسقط على الكراتين ثم قفز خائفاً وولى هارباً، والآن سأحمل حقيبتي وأمشي بكل هدوء وتؤدة واطمئنان وثبات، وأنا على وشك الدخول للفندق، وداعاً فلدي أعمال كثيرة غداً تصبحون على خير.