الأديب عبدالله الحقيل يقول في كتابه (الشذرات): هناك أهمية كبرى بل ضرورة ملحة لجمع تراثنا المكتوب في وثائق ومخطوطات موزعة على مختلف مكتبات العالم. ويتعذر علينا كعرب الوصول إلى تلك التحف الثمينة من تراثنا، وذلك لبعدها عنا مئات بل آلاف الأميال، وللعقبات التي تضعها حكومات هذه الدول التي تقتني تلك الوثائق والمخطوطات أمام من يريد الحصول على أي شيء منها.. وتتضح لنا مضرورة العمل الجاد والإصرار على جمع تراثنا السليب إذ علمنا ببساطة أن التراث هو القاعدة الأصيلة التي ترتكز عليها بنية كل أمة، وأنه يتدخل في تشكيل ملامح الشعوب وتحديد سماتها، ويمثل تجاربها الإنسانية التي قامت بها عبر العصور، تلك التجارب التي تمت وأدت نتائجها وبقيت دروساً متاحة للخلف يستمد منها العبر ويكون من نتائجها رؤية مستقبلية لما يمكن أن يحدث، فالتراث إذن ثروة علمية نفيسة لا تقدر بثمن. والوثائق التي تحمل بين سطورها تراث الأمة ترتبط ارتباطاً مباشراً بحضارة الإنسان، ذلك أن حضارة أي شعب تحتاج إلى نصوص مكتوبة تدل عليها سواء أكان ذلك النص مكتوباً على ألواح أو أوراق البردي.