كثير من هموم طلاب الدراسات العليا في الجامعات لا تزال، وتتكرر أسبابها..
منها: أن الدراسة عن بعد في بعض الجامعات، لا تمكن طلابها من الحضور المقرر عبر الاتصال الالكتروني، لأن النظام الالكتروني فيها لهذا الغرض لا يعمل..على الرغم من أنه جزء مهم في البرنامج..
وتأخذ هذه المشكلة أسابيع، ربما تغطي فترة الفصل الدراسي, والطلاب، والطالبات يواجهون بعدها الاختبارات الفصلية، وهم لم يتلقوا المحاضرات مباشرة، وإنما درسوها من المذكرات، أو الإحالات التي تفرض عليهم..! ولا فرق عندها بينهم وطلاب الانتساب في أي مكان..!
ومنها أي الهموم، أن طلاب التعليم الموازي الذين يعملون في النهار, ويدرسون منتظمين بعد الدوام، ليست تقف همومهم فقط على كثرة المتطلبات من كل عضو هيئة تدريس يحسب أن الطلاب لا يدرسون إلا معه وحده، فيكثف واجباته، ويكثر من متطلباته، بحيث يشق على الدارسين تنظيم وقتهم بين المتطلبات، أو وجود الوقت الكافي لأدائها معا, بينما الواجب أن يتم في الأقسام العلمية، مدار التخصصات المختلفة، التنسيق في الخطة، وذلك بتقنين المتطلبات لكل مقرر، وعدم تركها لمزاجية الأساتذة, كي يتحقق منها جميعها تمكين كل طالب من الوفاء بها, في ضوء وضوح متطلبات الخطة الدراسة، ومن ثم تنفيذ أهدافها، وبلوغ غاياتها.
و يمتد همومهم إلى أن من أساليب التدريس أن غالبية الأساتذة، يشركون جملة من الطلاب في موضوع واحد عند التكليف، وكل مجموعة يعدونه, ويؤدونه، بحثا، أو ورقة عمل، ومهما كانت صعوبة الحصول على مراجعه، أو كانت كفاءة بعض أفراد المجموعة متفاوتة بفروقهم المعرفية, والثقافية، والمهارية، فإن أولئك الأساتذة لا يضعون أسسا لآلية تقييم كل طالب على حدة في عمل واحد مشترك، بحيث لا يُغمط حق المجتهد، الباحث، الساهر، بل يقيمون المجموعة تقييما مماثلا، يشيع حسرة في نفوس المجتهدين الذين قد يكون الواحد منهم هو وحده من قام بالبحث، وجمع المراجع، والكتابة والتنسيق بل العرض.
في حين ليس الاختبار التحريري مدار تقييم وحده.., إذ قد يحصدون فيه معدلات عالية لا تعتمد على الفهم, بل ربما الحفظ، أو مصادفة التخمين، وتحديدا في الاختبارات الموضوعية.. كما أن ليس النشاط داخل المحاضرة وحده ورقة خضراء رابحة حين يتعرفهم الأساتذة من خلاله، ومن ثم تثبت وجوههم في ذاكرة الأستاذ فيحصد التقدير والحظوة عنده.
ومن همومهم فقر المكتبات الجامعية في المراجع، تحديدا في قضايا معاصرة استحدثتها إيقاعات الحياة، فتوالدت مصطلحاتها، وموضوعاتها كما هو في الشأن السياسي, والاقتصادي، والإعلامي، والتقني، والتكنولوجي بحسب ما تقدمه دور النشر ويحرض عليه المجال.. فكثير منها راكد فيها التأليف، والترجمة, إذ تندر البحوث الجادة، الحديثة المنشورة، المواكبة لمتطلبات الدارسين، وحاجة الدراسات العليا.
ومن همومهم، الحرية المطلقة لأعضاء هيئة التدريس في منهج تدريسهم، وطرقهم، وطرائقهم في التدريس، إذ يقعون بين من يضع خطة أو منهجا لمحاضراته يجعلهم يصلون عنها إلى مضامين مجدية، ومنهم من يعتمد كلية على «شفرات»، وعلى هؤلاء الطلاب أن يفكوها، وهم يلهثون لحصد مضامينها..عن أي مرجع، ومن ثم، إن راقت للأستاذ فتلك مفازة نجاتهم، وإن لم ترقه فيا لخسارة ركضهم بين الكتب, والدوريات، ومخازن ملفات «النت».
ما سبق، تلخيص لبعض هموم طلاب، وطالبات الدراسات العليا في برامج التعليم الموازي، وعن بعد، ولعلها الهموم ذاتها في مدرجات الدراسة في وضح النهار أمام صفحات الوجوه.
أفي بهذا لمن كاتبني منهم، راجيا أن تكون محورا فيما هو آت.
ولعلها أن تكون أمرا مهما، وضرورة ملحة للنظر، في أجندة المعنيين بأمر برامج الدراسات العليا في الجامعات على اختلاف أنظمتها.