قرأت بمزيد من التعجب تقرير دورية ساينس العلمية وفيه أن أعرق جامعتين بالمملكة العربية السعودية تقوم بشراء التميز عن طريق التعاقد الجزئي مع علماء لهم نتاج علمي كبير مقابل وضع اسم الجامعة السعودية المتعافد معها في أبحاثه المنشورة.
وبصفتي فخوراً بهذا الوطن المعطاء أولاً وفخور أيضاً بالانتساب للجامعه الأم، جامعة الوطن، جامعة الملك سعود، أود أن ألقي الضوء على بعض النقاط وهي:
1 - أن دورية ساينس العلمية على قدر أهميتها وعلو شأنها، إلا أنها ليست قرآناً منزلاً من لدن حكيم عليم، بل إن المقالة وكاتبها يحوم حوله الكثير من التكهنات والشكوك لا سيما أنه تم الرد عليه من قبل كثير من العلماء أنفسهم.
2 - أن التقرير احتوى على الكثير من المغالطات قام بسردها والتعمق فيها سعادة الأستاذ الدكتور محمد الفقيه.
3 - أن الكثير والكثير من العلماء في شتى أنحاء العالم يقومون بالعمل بشكل كامل أو جزئي في مختلف جامعات العالم. إذ كنا خلال فترة الابتعاث نرى انتقال البروفيسور الفلاني من جامعة إلى أخرى بسبب عرض مادي مغرٍ أو توفر معامل أفضل أو للسببين مجتمعين. فضلاً عن الأساتذة الزائرين الذين كانوا يزورون جامعات أخرى إما لإعطاء محاضرات أو تبادل خبرات من مرة إلى مرتين شهرياً ولم يكن هذا لوجه الله بل كان يأتي بفوائد جمة للأستاذ, والمنشأه التي يعمل بها. ولم نك نسمع يوماً من الأيام بتشكيك لذمة الجامعة الداعية أو المضيفة.
4 - أن التقرير أساء لكل سعودي وعربي ومسلم وقد ساءني كثيراً أن أرى بعضاً من أبناء جلدتنا يتشمتون في الموضوع إلى حد الاستهزاء والاستهتار وكأن الموضوع لا يعنيهم ولا يضرهم.
5 - أستشهد بما قاله معالي مدير جامعة الملك سعود أ.د. عبدالله العثمان أنه لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ وقد يكون هناك بعض الاستعجال وعدم التروي في عملية الاستقطاب وليس في الاستقطاب ذاته، ولكن من لا يريد الخطأ فليجلس في بيته. وقد ذكرني هذا بأن أقل الأطباء خطأ هم أقلهم عملاً.
6 - قد ترى القيادات العليا في الجامعات أو المجلس الأعلى للجامعات أن يكون الاستقطاب مستقبلاً عن طريق بيوت خبرة أو مكاتب محاماة عالمية لحفظ حقوق وسمعة وحماية جميع الأطراف.
7 - يجب ألا يثنينا هذا المقال عن العمل الدؤوب ومضاعفة الجهود، فالعامل في جامعة الملك سعود يلحظ التطور العظيم الذي تشهده الجامعة خلال الأربع سنون الماضية ولا ينكر ذلك إلا ناكر الجميل.
* طبيب استشاري وأستاذ الأشعة المشارك
كلية الطب - جامعة الملك سعود