من حق أستاذ العلوم السياسية في جامعتي قطر والقاهرة «الدكتور إبراهيم عرفات» أن يرفض «إعلان» مجموعة من الشباب المصريين على الفيس بوك «تأسيس هيئة مصرية» للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فهذا شأن مصري «يخصهم وحدهم» وله كامل الحق في طرحه ومناقشته كما يشاء، ولكن ليس من حقه التطاول على «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية «بأي شكل من الأشكال، ووصفها «بالنموذج المتطرف» الذي يجري استنساخه في مصر.
كما لا يحق له بتاتاً وصفه للمجتمع السعودي «بأنه بيئة متشددة» جاز فيها التلطف مع غير المسلمين، تعليقاً على رأي جواز «تهنئة غير المسلمين»، ومقارنته بما يحدث في مصر من «رفض» لتهنئة الأقباط بعيد القيامة.
لقد تطاول المذكور كثيراً، في مقال له يوم أمس الأول «الأربعاء»، نشرته «للأسف الشديد» الزميلة «الوطن القطرية» على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومما قال: «والغريب في الأمر أنه في الوقت الذي يوجه فيه نقداً لاذعاً إلى الشرطة الدينية في السعودية، يأتي مصريون ليستنسخوا مؤسسة هي في حاجة إما لأن تُفض أو على أقل تقدير تجد من يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر»، ومما قال أيضاً: «هل يمكن مثلاً أن ينتهي الربيع العربي بتأسيس اتحاد عالمي للشرطة الدينية؟!».
وهذا كله كلام مرفوض، وقد جانب الصواب الدكتور في طرحه وهو أستاذ «جامعي» يفترض فيه توخي «الحذر» من الانزلاق في ارتكاب أخطاء غير مقبولة ضد أشقائه، كان من الأجدى «بالكاتب» مناقشة الفكرة المصرية بعيداً عن تجريح «المجتمع السعودي» أو وصفه ووصف أجهزته «الدينية» بأوصاف غير لائقة.
الغريب أنه في نفس اليوم نشرت الأهرام «مقالاً» بعنوان «نوبة هذيان» للكاتب «عبده مباشر» يتحدث فيه عن إصابة شرائح متعددة من «أهل المحروسة» بنوبة هذيان يمكن العثور على أسبابها في ضحالة مستوى المعرفة وتراجع المستوى العلمي والديني لبعض الدعاة والشيوخ ومن هذه النوبات قولهم: «إن الدخان يتصاعد من قبر عبدالحليم حافظ, وبما يعني وجوده حالياً في النار عقاباً له على ممارسته الغناء الذي يعد فجوراً وكفراً, وقال آخرون إن قبر أم كلثوم يصدر منه صوت صراخها من التعذيب الذي يقع عليها عقاباً على ما قامت به من غناء أسعد الملايين عبر أجيال متعاقبة»!.
فهل يلتفت الدكتور إلى «طرح ومناقشة» مثل هذه «الظواهر الدينية «في مجتمعه، بعيداً عن إطلاق التهم والتهكم على «السعودية» وأهلها الطيبين, الذين تربطهم «بمصر» و»أهلها» من كل الطوائف أواصر حب وإخاء.
فألف تحية «لمصر الغالية» وأهلها الشرفاء، ولا عزاء للمتربصين.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،
fahd.jleid@mbc.net