نبــارك للأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود وزير الدفاع على هذه الثقة، فمعروف عنه - حفظه الله- بأنه رجل نادر بأريحيته وحنكته وحبه لأفعال الخير، وكان طوال عمله أميراً للعاصمة الرياض حاضناً وراعياً للمنظومة الاجتماعية وأفعال الخير والعمل على حل مشاكل المنطقة، وعلى وجه التحديد ومن أبرز الأعمال التي يشهد له الجميع بها إصلاح ذات البين والسعي على حلّها سواء بجاهه أو ماله. ومن حنكة ودهاء وأخلاق الأمير سلمان ومن ضمن الأعمال التي يضرب بها المثل ويعتبر قدوة يتعلّم منه الكثير حرصه - حفظه الله- على الحضور للدوام مبكراً وكذلك استقبال من لديه مظلمة أو مطلب بمجلس الإمارة يومياً من بعد صلاة الظهر والحديث وجهاً لوجه مع أصحاب المطالب والتوجيه بسرعة حلّها دون تأخير لذلك ومن ضمن أفعاله الخيِّرة إنشاء جمعيات خيرية تخدم المواطنين وكذلك سعيه الدائم لأن تكون العاصمة الرياض في مصاف العواصم العالمية ويضرب بها المثل، حيث دعم رجال الأعمال لإنشاء إسكان خيري يدل على نظرة ثاقبة لما يخدم ويرفع من شأن المواطن السعودي، مشيراً إلى أنه من الصعب سرد خصال وأفعال الأمير سلمان بن عبد العزيز. حيث إنه رجل تتجلَّى القيادة والإدارة في كل سطر من كتاب حياته الحافلة. تسعة وخمسون عاماً في الإدارة بدأت حينما تولى إمارة الرياض نيابة عن أخيه الأمير نايف ثم عاد مرة أخرى أميراً للرياض واستمر إلى أن تم تعيينه وزيراً للدفاع في مهمة لا تخلو من صعوبات، ولكن لرجل آخر غير سلمان ذلك الإداري المحنّك والخبير الذي تتميّز شخصيته ببعد إداري يظهر بوضوح على قسماته، فالكل قد قرأ ملامح الحزن على وجهه في مواقف كثيرة تعبّر بوضوح عن مدى ما يتمتع به سموه من حب متبادل مع الناس؛ وهذا ما يُسمى في علم الإدارة بالعلاقات الإنسانية، فسموه صادق مع البعيد فما بالكم بأقرب الأقربين. ومن صفات الإداري الناجح، كما تتجلّى بوضوح في شخصية الأمير سلمان عدم ازدواجية الشخصية، فشخصيته واحدة في العمل وفي الحياة العامة يزيّنها الأدب الجم والثقافة الواسعة والصمت في حكمة وضبط النفس بحيث لا يغريه المدح ولا يخدعه التزلّف ومن مظاهر البعد الإداري التي يكتشفها القارئ لتاريخ سموه تفويض الصلاحيات وصناعة فرق العمل التي لا تتشكَّل - عادة- إلا عبر تأثير شخصيات قيادية ذات صفات جذابة (كارزماوية)، فالمتتبع للجان والمهام والمجالس التي يرأسها سموه يدرك بجلاء تمركز هذه الصفة (تفيض الصلاحيات) في شخصية سموه الكريم، إذ من غير المعقول أن يضطلع سموه بكل هذه المهام وحده وهو رجل الدولة الذي يقوم بمهام كثيرة تتطلبها مكانته في الأسرة الحاكمة وإمارته الطويلة في السابق لمنطقة كبيرة مثل الرياض ومن صفات الإداري الناجح التي عرفناها في سموه كثرة التفكير والتروّي قبل إصدار الأحكام ويعود ذلك إلى حكمته التي اكتسبها بمرور السنين وإلى نشأته الأولى في مدرسة المؤسس - طيَّب الله ثراه- وظهرت نتائج هذه الصفات في مقدرة سموه الخارقة على التطوير.