مَنْ تكون؟
هل هي.. البيضاء أم السوداء؟
لأننا هكذا نرى الإعلام يصورها لنا.. متلونة بأحدهما, وكأن دينها لا يمت للوسطية بصلة!!
نحن نعلم من تكون.. فهي أُمُّنا وأختنا و..و..و.. هي من صلبنا, هي ما ندعوه نصفنا! لكن..
لكن العالم يراها متخمرة تحت السواد..
خافتة الصوت, دفينة الهبات, متظللة بظل الرجل، وكأنه الربان الذي يقودها كيف يشاء..
هكذا يحسبونها.. هكذا يروننا.. هكذا تتمثل ثقافتنا في عقولهم..
ألا نخبرهم..؟
نحن شيدنا البنيان على رمل الصحاري..
نحن..!! مَنْ نحن؟
نحن من تركنا العالم يصورنا كما يرى.. وتلثمنا بلثام الصمت الذي ألجمنا..
ولم نبادر في الدفاع عن صورتنا المشوهة.. ولا عن نسائنا اللاتي ظُلمن
حينما أنكر العالم ممارستهن حقوقهن.. في حين حفظها لهن الدين
والآن بعدما نادى العالم بحقوق نسائنا.. صدَّقت مجتمعاتنا هذا النداء.. وجحدت ما كنا نمارسه على مر السنين..
صرخ العالم بقوة جعلت منا بُلهاء... صرخة عالجت البكم..
وما إن بدؤوا بالحديث حتى ملَّ الحديث أصواتهم..
وتمنى العالم (يا ليتنا لم نوقِظ سباتهم), وأقسم يمينا بأن (الصمت ذهبٌ)..
الصرخة التي عالجت البكم هي ذاتها التي جعلت منا أصماء..
أيقظ العالمَ حديثُنا, فجعلنا أصابعنا في آذاننا, وأدرنا ظهورنا عن بعضنا البعض, وفتحنا أفواهنا..
وبدأنا بغزل الكلام في خيوط لا تنتهي.. حتى أحدثنا ضجيجاً في المدى أصابنا بالصم..
فلم يعد ينفعنا إن أبعدنا أصابعنا عن آذاننا..
نحن كمن يكذِّب الكذبة فيصدقها..
نحن الأكثر قابلية للقولبة والتشكل حسب ما يريدون..
نحن الأمة الأسهل في الانقياد.. نتبع القافلة أينما ذهبت دون أن نعلم أين هي الوجهة..
دون حتى أن نشعر بأننا منقادون لرغباتهم التي توجهنا للتصادم والتصارع كالقطيع الثائر الذي يتمتعون بمشاهدته!
هذا ما يدعى بالارتفاع ثم.. السقوط..
نحن صيحة قذفها العالم متسلياً بها.. قذفة قوتها كفيلة بصعودنا مدى أطول من [القصير] بمسافة..
مرورنا خلالها لفت انتباه «الأرض» للحظة.. لكنها طالت..
أعتقد أنه قربت لحظة السقوط؛ فقد أمهلنا الكثير.. وأصبحنا أضحوكة (الوقت)
وربما بالغ الوقت في إطالة اللحظة.. لكنه لا يُلام؛ فلطالما برعنا في إضحاكه..
بالنهاية.. هذا ما نبرع فيه.. نحن العرب ملوك «السخرية» وأعلام الاحتفالات..
نحن تماماً كما الطبول التي نقرعها..
للأسف..
نُحدث ضجيجاً أكبر من فراغنا!!