يتواصل سقوط الضحايا والقتلى في العراق، وتروى ثرى العراق بدماء الأبرياء انعكاساً لاختلاف الذين يمسكون بزمام العملية السياسية في العراق.
وبدلاً من أن يبتهج العراقيون بإتمام جلاء قوات الاحتلال من بلدهم، يعيشون أياماً مأساوية بعد أن انتشر الموت في أكثر من مدينة عراقية من بغداد إلى ديالى، فالموصل والناصرية وصولاً إلى كربلاء.
المتابعون للملف العراقي من المحللين السياسيين العراقيين والعرب وغيرهم، يرون أن ما يجري في العراق الآن مأساة حقيقية يتحمل مسؤوليتها القادة والسياسيون المنخرطون في العملية السياسية، الذين نسوا مسؤولياتهم، فبدلاً من يضعوا خارطة طريق تحقق تفاهماً وتقاسماً عادلاً وحقيقياً للسلطة يؤمن ملء الفراغ السياسي الناتج عن خروج المحتل ووضع إستراتيجية سياسية واضحة تحدد مسؤوليات الجميع وواجباتهم والحقوق المترتبة على ذلك، يسعى كل طرف لاحتكار السلطة حتى ضمن المكون الطائفي الواحد.
ويلقي كثير من السياسيين العراقيين وبعض من يتابع المشهد العراقي باللائمة على رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية الذي يمسك بزمام السلطة من خلال مناصبه المتعددة والصلاحيات التي تتيحها إدارة وزارات الأمن والدفاع وقيادته للقوات المسلحة مما يجعله الرجل الأول، وبالتالي المسؤول عما يجري في العراق الآن، ويشيرون إليه بأنه هو الذي فجّر الأزمة الحالية بفتح معركة مع شريكه في الحكم رموز القائمة العراقية، بهدف إنهاء الشراكة الوطنية والتخلص منهم حتى يتسنى له الحكم وحزبه منفردين، وهو بالتالي يمهد لإعادة الاقتتال في العراق، وهذه المرة لن ينحصر بين الطوائف المذهبية، بل سيصل إلى الاقتتال داخل المكون المذهبي الواحد من خلال توجه انفراد حزب واحد على الاستئثار بالسلطة.