تعيش المنطقة الخليجية أوج عهدها، حيث العالم العربي وثوراته واهتزازاته، وسقوط أنظمته، إلاّ أنّ منطقة المياه الدافئة التي حباها الله بالثروة النفطية، والموقع الجغرافي، والحرمين الشريفين التي تهوى إليها أفئدة مسلمي الكرة الأرضية، جعل منها منطقة مستقرة سياسياً واقتصادياً.
الخليجيون في تاريخهم السياسي رغم فقرهم قبل اكتشاف النفط، كانوا يتمتعون بقدرة على التكيُّف مع البيئة المحيطة بهم، حيث كانوا يسافرون على مناطق عدّة مثل الهند للتجارة أو للعلم. أو لبلاد الشام مثل أهل العقيلات الذين ساهموا في حفر قناة السويس، أو مشاركة الجيش التركي حيث كانت لهم كتيبة باسمهم.
إنّ أواصر الدم والعرق التي تربط شعوب الخليج، انعكست على حياتهم السياسية وجعلت منهم قياداتهم الذين سيجتمعون في الرياض، وربما يكون هذا الاجتماع هو الأهم في تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي، بسبب ما تمر به المنطقة العربية من تحوّلات، وقيادات تلك الدول مدركة تماماً ما يدور حولها، فوثيقة المصالحة الخليجية في ملف اليمن استطاعت أن تطفئ فتيل الأزمة اليمنية.
turkii.mouh@gmail.com