رحل طفلاً يقارب سنه العاشرة من حوطة سدير إلى عاصمة الخير (الرياض) طارده الجوع الشديد والرغبة في البحث عن والده الذي غادر باحثاً عن شيء يسد به حاجة عائلته الصغيرة من طعام وكساء، وطالت غيبته عنهم عدة شهور ولاقى عبد العزيز المنقور ووالدته وأخوته أقسى ظروف الجوع كمعظم ساكني قريتهم وكان الأقارب والجيران يقدمون لهم ما يستطيعون ولكن الجميع كانوا معدمين.
وعند سفره لم يكن لدى والدته إلا ريالاً فرنسياً واحداً كانت قد أهدته لها أختها فأخذه معه. وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري رحمه الله عن أهل قرى سدير في كتابه لِسُرَاة الليل هَتَفَ الصباح صفحة 733.
(رحمكم الله ما أصبركم على متاعب الحياة!! ومع هذا كانت بيوتكم مفتوحة تعملون الجميل من عرق جباهكم).
في الرياض عمل ككاتب برتبة جندي في أول عمل حكومي له ومن ثم التحق بوزارة المواصلات وعمل في سكة الحديد حيث انتقل إلى المنطقة الشرقية. بعد ذلك انتقل إلى بريطانيا لتعلم اللغة الإنجليزية ونقلت خدماته إلى وزارة المعارف حيث عُين في الملحقية بنيويورك.
وفي كتاب ذكريات العهود الثلاثة للكاتب محمد حسين زيدان رحمه الله في صفحة 381-382 كتب يقول: (ومالي نسيت الأستاذ عبد العزيز المنقور الذي كان من خير الموظفين يرعى الطلبة السعوديين وكأنه أخوهم الأكبر. ولم يكن مسخراً لأحد، ولم تركبه طبيعة الانحياز لفريق من الطلبة دون فريق، كان أستاذاً سعودياً عليه بصمة الكيان الكبير.. وأنه لكبير في تلك الأيام التي رفع فيها الفصام بينه وبين الطلبة، فإذا هو الأب أذكره لأشكره).
لقد تولى مناصب قيادية عديدة بعد انتهاء عمله في الولايات المتحدة. لكن بلا شك أن الفترة 1961-1977 هي الفترة المهمة التي أثرت في حياة الآلاف من الطلبة الذين رجعوا إلى وطنهم الغالي وتولوا فيه مسؤولية تنميته بكل جهد وإخلاص.
عضو اللجنة المنظمة لتكريم الأستاذ عبدالعزيز المنقور