هكذا ألقت الزوجة هذه القنبلة التي فجرت غضب الزوج، وبددت ما تبقى في نفسه من حلم.. فيندفع ملقياً قنبلة أخرى.. في مواجهة قنبلة زوجته.. فيصرخ قائلاً: أنت طالق.
وتصحو المسكينة مذهولة مفجوعة.. وقد فاجأها زوجها بتطليقها كما طلبت وتندم بعد ذلك.. ولكن حيث لا ينفع الندم.
أختي الزوجة: احذري هذه العبارة احذفيها من قاموسك.. ألغيها.. أبعديها عن لسانك.. اجعليها عبارة محرمة.. أجل.. اجعليها محرمة.. فقد نهاك عنها النبي.. وقبل أربعة عشر قرناً حين قال: (أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وابن حبان والحاكم. أرأيت أختي الزوجة، كيف أن هذه العبارة تحرمك الجنة، وتبعدك عنها؟! ألا تستحق هذه العبارة منك الإهمال، والنسيان، والإبعاد؟
وأنت، عزيز الزوج، إذا صاحت فيك زوجتك وقالت لك: (إن كنت رجلاً.. طلقني الآن) فابتسم في وجهها، مهما كنت غاضباً، وقل لها: بل لأنني رجل.. فلن أطلقك.
أجل، فالرجل القوي هو الذي يملك نفسه عند الغضب.. هو الذي يحلم على زوجته إذا غضبت، ويصبر عليها إذا ثارت، متأسياً في هذا بالنبي الكريم..
وأعود إليك أختي الزوجة.. لأحدثك عن امرأة انفصلت عن زوجها قبل سبع سنوات، أخبرتني أن هناك محاولات الآن لعودتها إلى زوجها.. وعودة زوجها إليها، سألتها عن سبب انفصالهما.. فقالت لي: أنا.. أنا السبب، فقد ألححت في طلب الطلاق.. لكني الآن نادمة.. ليتني لم أطلب منه الطلاق.. ولم أضيع سبع سنوات من عمري.
حين كانت هذه السيدة تتحدث إلي، والعبرة تخنق صوتها، تمنيت لو أن كل زوجة استمعت معي إليها.. لتدرك شدة الندم الذي تشعر به.. وتحس بالمرارة التي تمتزج بكلماتها.
- أختي الزوجة.. احرصي على بيتك.. ولا تهدميه بيدك.
- إن كنت رجلاً طلقني.
- تصرخ الزوجة.
إن كنت رجـلاً طلقنـي
من أسرك روحي أعتقني
ما عدت أحبك يا زوجي
ما عدت أطيقك أطلقنـي
ويجبيها الزوج:
من أجلك عيني أرخصها
أفديك بروحـي والبدنِ
ذاك الشيطـان يوسوسك
يغريك لكي تنـأي عنيِ
يغريك لكي تعصي أمري
يدعوك لأن تشقي سكنيِ
يا مهوى القلب ومهجتـه
يا توأم روحي لا تهنـيِ
إبليس يريـدك في يـده
فرساً يطلقها من رسـنِ
تجري لا تبصـر دربـاً
في فتن تدنـو من فتـنِ
أهواك ولا أرضى بـدلا
إلاك يـا قـرة عينـي.