ما من شك في أن كثيراً من المفاهيم في حياتنا تتحول وتتبدل بل وتتغير من حال إلى حال، وقد تتغير بالكلية أحيانا. في عالم اليوم.. أنظمة تتطور ويتجدد عطاؤها، وأخرى تندحر ويزول أثرها وأخرى تتحرر وتتبدل معالمها، فيتم التعامل مع هكذا تغيرات عند القياديين بما يُحقق الفائدة وان تغير المفهوم الذي حل بذاكرتنا إلى عهد قريب، وذلكم بالطبع طبقاً لظروف (التعاطي مع العالم الجديد).
هذا العالم الذي يُفرز تغيرات (حياتية) تصل بنا في بعض مراحلها إلى التحول الكامل نظرة وتعاملا من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق.
هنا سأدخل من باب ولن أعود لذات المدخل حيث الخروج.. لأقف أمام نقطتين أولاهما نظرة ثاقبة (أجزم أنها سبقت) من حيث فهم (مدلولها) الكثير من المتابعين في الوسط الرياضي وتحديدا من حيث فهم دقيق لنتائج زيارة المسؤول الأول عن الرياضة في المملكة سمو الرئيس العام لرعاية الشباب وإبرام سموه اتفاقيات ومذكرات تعاون مشترك التي وقعت بين (الصين الشعبية) والمملكة العربية السعودية مؤخرا، وثانيتهما تجربة شخصية لحصيلة الاتجاه للغرب في التحصيل العلمي للدارسات العليا وكذا مواصلة ذات الطموح في بلاد الشرق.
ففي وسطنا الرياضي لم أصدم من تجاهل الكثير من الكتاب وأهل (الرأي) في إبراز الجانب الإيجابي لمضمون التوجه (الشبابي) من خلال المؤسسة الرياضية في المملكة لشرق العالم.. فكثير من كُتابنا الأعزاء ما زالت تُغريهم (دغدغة مشاعر جمهور أنديتهم) في اختيار موضوعات (هامشية) تجد لهم بالطيع رواجاً من حيث الكم على حساب الكيف في اختيار الموضوعات التنويرية في الطرح التي تأتي عادة (أقل بريقا) لكنها دون أدنى شك عند الواعين - وهم كُثر في مجتمعنا الرياضي - تظل محل تقدير.
فالزيارة الأخيرة لسمو الرئيس العام والاتفاقيات المبرمة والمذكرات والاتفاقيات سترى النور - بإذن الله تعالى - قريبا من حيث الخراج، وليست كرة القدم وحدها المعنية بأهداف الزيارة.. كرة القدم التي ندرك جميعا تفوقها كثيرا في الشرق عما هو موجود لدينا.. لكن؛ الكثير من الإيجابيات سترى النور من حيث الاهتمام بـ (الرياضي الإنسان) من حيث التأسيس رياضيا واقتفاء أثر (إنسان الشرق) في كل الألعاب، ناهيكم عن الاستفادة من تجربة البُنى التحتية التي باتت تزخر بها دول الشرق بل وتفرق كثيرا بإيجابية ملحوظة عن بلاد الغرب.. على مستوى الأرقام التي تُسجلها على سبيل المثال رياضيو الصين في الدورات الأولمبية والأولمبياد باتت محط أنظار العالم (بحثياً).. ليبقى جانب الاستثمار الرياضي غاية في الأهمية حين أضحى يرمي بالثقل (الاقتصادي الصيني) في ساحة التفوق.. تماماً كما هو حال الاقتصاد الصيني الذي بات (بعبعاً) يخشاه الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.
لذا فلا غرابة أن نجد في فكر (نواف) حالة من (استباق الزمن) في الاتجاه السليم نحو الشرق لتعزيز العلاقات ومن ثم البحث عن أفضل السُبل للتطوير الداخلي وفق منظور ساحة (العالم الجديد).. العالم الذي لم يقف معه نواف بن فيصل متردد الخطوة حتى يعاجل بإبرام هكذا اتفاقيات يغفل عنها وعن فوائدها الجمة كثير من (المنظرين) في وسطنا الرياضي مع الأسف.
أما تجربتي الشخصية التي حصلت معها على درجة الدراسات التخصصية الدقيقة في تأهيل الإصابات الرياضية من أعرق الجامعات البريطانية أوائل العقد المنصرم من الألفية الثانية التي صادفت أحداث التاسع من سبتمبر فقد خلفت الكثير من التجارب التي لم نكن نحسب لها كطلبة حسابا، إذ كانت العقول المهاجرة من اليابان وكوريا والصين والباكستان والهند تُشكل مصدرا مهماً للمعرفة في بلاد الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، لنبهر بالعقول الشرقية القيادية في الغرب.
الأمر الذي جعلني وكثيرا ممن أبهرتهم تجربة تأثير الشرقيين على الحياة الغربية لأجزم أن في الشرق من الحضارات والعقول البشرية والقامات الأكاديمية والجامعات العريقة ما تتجاوز بعضها عمر دول غربية، مما دعاني إلى أن أتوجه صوب الشرق لجامعة الملك إدوارد الطبية لمرحلة الدكتوراه الحالية، الجامعة التي تخرج منها وزراء سعوديون وقامات طبية رائدة، لأصادق من خلال تجربة عملية على سلامة توجه برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وتحديدا لشرق العالم.. بحثا عن الانفتاح على العالم الجديد وتنوير العقول السعودية بمهارات علمية وعملية كانت هي السبب في كثير من النهضة العلمية في الغرب إلى ما قبل التحولات التي شهدها وما زال يشهدها العالم من حولنا يوما بعد آخر.
أخيرا أدعو الكثير من زملاء الحرف في الشأن الرياضي والشبابي إلى الاطلاع - مجرد الاطلاع - على الحضارات الشرقية وتعاملها الراقي وسعيها الحثيث في صنع (العقل البشري) ومن ثم تثمين الخطوة التي سبق بها الجميع سمو الرئيس العام للرقي بشباب ورياضة وطننا الحبيب الذي يستحق منا الكثير بحثا ودراسة وعمق تجارب في شتى العلوم والمجالات والجانب الرياضي منها على وجه التحديد.
اللقب الأهلاوي الآسيوي.. وفعل الفاعل
عرف الوسط الرياضي الاهلاويين برقي لم يجرفهم لمنزلق (الضحك على الذقون) مطلقاً، بل كان وما زال وسيظل الاهلاويون عنوانا للرقي الذي يسمو بهم عما يسيء لرياضتنا حتى وان دفع النادي الأنموذج وعشاقه ومحبوه ثمن تلك المثالية والرقي..!!
الأهلي الذي بات اليوم مستهدفاً من فئة معروفة ومحددة المعالم هو ذات الأهلي ورجاله الذين سُلب حقهم عام 2003م وقد اقترب حينها اللقب الأسيوي منهم دنواً كبيرا.. ليوقف ذلكم الطموح المشروع (بفعل فاعل) وبدواعٍ (أمنية).
لست من هواة تقليب الماضي، لكنني غير آبهٍ بتداعيات فتح ملفاته لهواة (فعل الفاعل)، فالأهلي ورجاله وعلى رأسهم الرمز الخالد في القلوب وجميع عُشاقه ومحبيه يؤمنون حد اليقين بأن نجاحات فرق النادي على جميع المستويات ستولد في القادم من الأيام (حسادا) لكل تميز وتفرد، كما وقد خلفت في الماضي (حاقدين) عملوا على عرقلة مسيرة هذا النادي العريق.. لكن الفرق بين الماضي والحاضر أن الصمت لم يعد عنوانا لقلعة الإنجاز، فإن عاد المخربون لماضيهم المخجل، فسنسمي كلا باسمه ليعرف الجميع حقيقة من تستر دواخلهم (السوداء) ابتسامات (صفراء باهتة).. فيما سيتصدى رجال القلعة لكل (بليد) يريد سوءاً بفرقة الرعب ورجالها.. !!
ضربة حرة
إياك وصاحب السوء.. فإنه يحسن منظره.. ويقبح أثره