|
حياة كل منا مليئة بالتجارب والأحداث التي تتحول إلى ذكريات في نهاية مشوار الحياة..
ومن الجميل أن يكتب الإِنسان الناجح ذكرياته مستعيداً خطوات البداية.. ويدل على معالم الطريق.. كما فعل الدكتور زهير السباعي في كتابه الجميل (أيام من حياتي) الذي قال في بداية الكتاب: تدرجت أحلامي في مهنة المستقبل بدءاً بمهنة الحلاقة متأثراً بحكايات الحلاق المصري، وما تبعثه في نفسي من خيالات، ثم تمنيت أن أكون لاعب كرة مشهوراً وعندما سكنا المثناه فتنتني بساتينها الوارفة فقررت أن أصبح مزارعاً ويشاء الله أن ابتعث لدراسة الطب وكل ميسر لما خلق له.
وعن دراسة في القاهرة قال الدكتور السباعي: رتبت لنفسي برنامجاً للمذاكرة لا أكاد أحيد عنه.. استيقظ مع صلاة الفجر وأذاكر إلى أن يحين موعد الذهاب إلى الكلية.. وبعد العودة أواصل مذاكرتي حتى الساعة التاسعة مساء.. أتعشى وأنام قبل العاشرة لأستيقظ فجراً.
وعن رحلته إلى ألمانيا قال الدكتور زهير: لم أدرس في ألمانيا اللغة الألمانية فحسب وإنما عشت فيها حياة. كان سفري إلى ألمانيا للدراسة العليا أول اتصال لي بالحياة في أوروبا.
يقول: دخلت عليا معلمتنا الألمانية في أول أيام الدراسة لتلقي علينا الدرس الأول..
المعلمة لا تنطق حرفاً بأي لغة إلا ألمانية ونحن فيما بيننا طلاب الفصل من جنسيات متباينة مفطرون إلى التحدث باللغة الألمانية. بدأنا متعثرين وبعد شهرين كنا نؤدي امتحاناً في اللغة الألمانية ونعرف أمورنا في السوق ونقرأ الجريدة الألمانية بشيء من الصعوبة.
والمشكلة التي واجهتني هي أن الصحة العامة التي جئت لدراستها في ألمانيا لا تمنح فيها درجات أكاديمية وطموحي أن أحصل على درجة الدكتوراه..
لم يُعدُّ أمامي إلا التخطيط للسفر إلى أمريكا أو بريطانيا للدراسة العليا.
وجدتني في أيامي الأولى من دراستي في أمريكا أجد صعوبة في فهم بعض المحاضرات فلغتي الإنجليزية لا تساعدني على المتابعة، وأقتضى الأمر مني جهداً مضاعفاً لكي أحسن لغتي الإنجليزية حتى أتابع المحاضرات واشارك في النقاش.. نصف وقتي أمضيه بين القواميس ورحت أواصل الليل بالنهار في دراستي كانت رفاهيتي الوحيدة هي عطلة نهاية الأسبوع.