معظم المسلسلات المحلية « تُجسّد» الموظف المُجتهد, والمُخلص في عمله, والمُتقن له, بتلك «الشخصية» الهامشية ، والضعيفة, لتُظهره لنا «أقل أهمية» في الحياة العامة..!.
يعني غلبان « ويباري السّاس»!.
بينما الموظف «الفهلوي»، الذي لا يعمل «دوماً» إلا «أمام المدير» أو عند قدوم المسئولين.. ويُحيل «مهامه» لزميله المجتهد دائماً، فهو يُصور «درامياً» بالشخصية الأكثر «أناقة» و»برستيج» ويحظى بمكانة «أرفع في المجتمع»..!.
يعني «ذيبٍ أمعط» يعرف من أين تؤكل الكتف.!.
إذاً «وسائل الإعلام» السعودية تتحمل جزء من «المسئولية» عن تشكيل «صورة نمطية» خاطئة عن «المجتمع السعودي» فيما يخص «قيمة العمل» وثقافته من خلال مثل هذه الأعمال الدرامية التي تبث «رسائل خاطئة « لا تتوافق مع «ظروف المرحلة الحالية» التي يمر بها «مجتمعنا».
هناك «دراسة» تقول: إنّ «قيمة العمل» لدى الموظف السعودي تأتي في درجة «متأخرة» في «سلم أولوياته» في الحياة، بمعنى أن صورة «الموظف الحكومي» الكسول هي السائدة والنّمطية عن مجتمعنا..!.
دراسة أخرى تصورنا كمجتمع «غير مُنتج» للأسف..! فهي تقول إنّ «70%» من أفراد الأسرة السعودية الواحدة هم «غير مُنتجين» بالفعل, ولم يتم «تنشئتهم» وتدريبهم مُنذ الصغر «كأفراد منتجين» يساهمون في تدوير «عجلة التنمية» في «بيئتهم المحيطة», ويعتمدون بشكل كبير على رب الأسرة في توفير الحياة الكريمة لهم..!.
في «ثقافتنا» القريبة جداً بجميع «مناطق المملكة» كانت كل «ربة منزل» هي عاملة في الأصل, تمتلك «مهارة معينة» وتجيد «صنعة» أو «حرفة» تقوم بها «من داخل بيتها» لتحصل على دخل يقضي حاجياتها ويسد مصالح بيتها.. وبالمُقابل «كل عامله» في ذلك الوقت, كانت تفتخر بأنها «ربة منزل» في الأصل عندما تعود.
نحن «مجتمع مُنتج» من الطراز الأول فديننا، وعادتنا، وقيمنا «تحثنا على العمل» فأين تكمن المشكلة إذاً؟! يبدو أنّ الأسباب عديدة تبدأ من «المُخرجات التعليمية» وتنتهي «بالتراخي» عند متابعة المُقصرين، والمساواة بين «العامل» و»العاطل» من الموظفين, وعدم الاهتمام بتحسين «بيئة» العمل من المدراء، أو تطوير وخلق أفكار جديدة لإنجاز العمل بشكل أكبر...!.
أحد المدراء يقول «تحسن إنتاج الموظفين» عندما خصصت لهم «غرفة» لا يحاسب الموظف عندما يمكث فيها نحو «5 دقائق» كل ساعة للقهوة والصحف بعيداً عن المُراجعين..!.
بينما إحدى «المديرات» تقول إنّ موظفاتي أكثر انضباطية بعد «تخصيص» علبة حلوى يومية «لهنّ» بالقرب من «بيان الحضور والانصراف»...!.
خلق بيئة صحية ومُحفزة، لزيادة «إنتاجية الموظف» وبذل «جهد مُضاعف» مهمة «المدير والمسئول» لجعلهم «أكثر نشاطاً وإنتاجية» وحرصاً على الحضور..!.
والأهم «تصديقهم» عند «الغياب» في بعض الأيام لخلق ثقة متبادلة بين الطرفين..!
دراسة بريطانية طريفة تقول إنّ «56% من الموظفات في بريطانيا، حصلنّ على إجازة مرضية كاذبة، بينما «30% من الرجال» فعلوا ذلك أيضاً..!
لا أعرف حقيقة كم قد تبلغ النسبة لدينا ؟!
لكن مع قاعدة «خلك ذيب»، ترى «التقرير الطبي» لا تتجاوز قيمته «50 ريال»... يا بلاش!!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net