لعل المتابعين لحفل تكريم الأستاذ عبد العزيز المنقور، الملحق الثقافي السابق في الولايات المتحدة الأمريكية، انتبهوا لعدد الوزراء ورؤساء القطاعات الذين شاركوا في تكريمه، وفاءً منهم لما قدمه لهم أثناء فترات دراستهم. وفي هذا أكثر من دلالة. الدلالة الأولى، أن الابتعاث الذي يحاول بعض المرضى فكرياً ونفسياً تشويهه، أفرز قيادات مميزة أسهمت في البناء التنموي لهذه البلاد، منذ الخمسينات والستينات والى اليوم. الدلالة الثانية، أن الإنسان حين يخلص في عمله، ويؤديه على أكمل وجه، بل وبشكل أفضل مما هو مطلوب منه، كما كان يفعل المنقور، فإن الناس لن تنسى مواقفه وستتذكر دوماً تفانيه في عمله، حتى ولو مرَّ على انتهاء خدمته عشرات السنين. هذا خلاف معظم الأنماط الإدارية من موظفينا، الذين يدعو الناس ربهم أن يفكهم منهم، وهم على رأس العمل!
هاتان الدلالتان أهدانا إياها عبد العزيز المنقور، استمرارا لهداياه السابقة، ويجب علينا أن نستقبلهما بكل شكر وتقدير، ثم نجعل الجميع يرونها ويستغرقون في رؤيتها، لعلها تلهمهم وتتيح لهم إعادة النظر في مواقفهم أو في أداء عملهم. وفي كلتا الحالتين، فإن المستفيد هو الوطن بكل فعالياته، من دارسين في الخارج، ومن موظفين خدماتيين.