ليس الأمير نواف بن فيصل، الرئيس العام لرعاية الشباب وحده من تذمر واستاء إزاء الانتقادات التي وجهت لجهاز رعاية الشباب مؤخراً، فقد سبقه إلى ذلك الأمير سلطان بن فهد، الرئيس السابق بعد تقرير عضو الشورى المغلوط عن الرئاسة، وما تبعه من أطروحات إعلامية ومنبرية غير دقيقة إطلاقاً ولا مقبولة لمن قارن بين نجاحات وإخفاقات رعاية الشباب مع الجهات الأخرى في الدولة.
لن يأتي أحد بجديد عند القول إن كل عمل في هذه الدنيا قابل للصواب والخطأ، أو أن النجاح لا يصبح نجاحاً صحيحاً إلا بعد أن يخلف وراءه مجموعة من الأخطاء التي تتفاوت بحجمها وبدرجتها، ما يجعل القبول بها أو رفضها مرهونا بحجم الآثار المترتبة على هذه الأخطاء، وبالتالي فإن ما حدث في السابق من أخطاء وما سيحدث في المستقبل بالنسبة لرعاية الشباب ليس بذات الأمر الذي يجعل الانتقادات تبلغ مستويات ليست منطقية ولا معقولة على الإطلاق، فليس من الصواب أن تجرّد رعاية الشباب من كل أعمالها وأفعالها، وأن يصبح كل موظفيها على درجة ضعيفة من المسؤولية، وأنها جهاز نائم لا يعمل ولا يوجد من يملؤه سواء على الجانب البشري أو حتى الكيان العمراني وخلافه، وأنها لا تؤدي أي دور تجاه دولتها ومواطنيها.
ولو أصبحنا سذج وأخذنا كل ذلك على أنه صواب، فأعتقد أن الأمر لا يقف على رعاية الشباب فحسب بل هو طعن في جهات حكومية عديدة لكونها لم تؤد عملها الصحيح تجاه الرئاسة، فطالما أن جهاز رعاية الشباب فارغ فلما هو قائم طوال هذه السنين، ولما عين الأمير نواف بن فيصل، رئيساً له على اعتبار أنه المعين حديثاً، ولما تصرف كل هذه الأموال، وتفتح كل هذه المكاتب، وتنشئ الأندية، وتنظم المؤتمرات، وتسافر الوفود، وتسجل الإنجازات، وتتم المشاركات في محافل كثيرة، ثم هل يعقل أن يقدم النجاح لرعاية الشباب، فترفضه ثم تركض كل هذا الركض، لتبلغه؟
وفي الواقع لم يراد من مشكلة ملعب الخرج إلا لتضخيم معالجة الموضوع حتى يكون الهلال في مواجهة رعاية الشباب، وهو الأمر الذي لم ينجح، لكون الهلال يقف عليه عقلاء، فيما رعاية الشباب تسعى للعمل بكل تفان وإخلاص، فالهلاليون تحدثوا بمنطق وعقل وتمنوا لو أن المباراة أقيمت في الرياض على اعتبار أن الملعب لم يكن جاهزاً، كما أن محافظة الخرج ليست بعيدة، وربما الوقت الذي تستغرقه حافلة الهلال في قطعها للمسافة من غرب الرياض (مقر نادي الهلال) إلى شرقه (إستاد الملك فهد)، يعتبر أكثر قياساً بالوقت الذي ستستغرقه حافلة الشعلة عند قطعها للمسافة من الخرج إلى ملعب الملك فهد، وذلك بالدخول من جنوب الرياض وسلوك الطريق الدائري الجديد الذي لا يوجد به زحام، كما الحال في طريق خريص. أي أن فريق الهلال سيقطع مسافة أطول من تلك التي سيقطعها فريق الشعلة، وبأمانة يجب أن يؤخذ هذا الأمر بعين الاعتبار مستقبلاً، فلا ضير أن تقام مباريات الشعلة فالرياض، حتى يعالج موضوع ملعب الخرج.
وبالعموم الغمز واللمز برعاية الشباب سبق حادثة ملعب الخرج بفترة بعيدة، ولم يكن وليد اللحظة، وكل ما في الأمر أن هناك من يرون أنهم أوصياء على رعاية الشباب، وأن الأخيرة عليها أن تفعل ما يقولون، حتى لو كان ذلك من ضروب المستحيل.
Ahm.5000@hotmail.com