كل رؤساء هيئة الأمر بالمعروف السابقين وبرغم جهودهم المشكورة التي بذلوها طيلة السنوات الماضية, ومحاولاتهم المخلصة والمقدرة من الدولة والمجتمع للنهوض بهذا الجهاز الحساس الذي يؤدي عمله الصعب في مناطق ملتهبة تتقاطعها خطوط ساخنة إلا إنهم لم يتمكنوا من فك شفرات اللغز الذي حير الجميع ودفعهم للبحث عن إجابات شافية لسؤال عريض ظل يتردد في الإعلام وفي المجالس، وهو لماذا يبقى عمل الهيئة رغم كل الجهود تشوبه الفوضوية والارتجالية, ولماذا تكثر المصادمات بين أفراد من الهيئة والناس, ومن يقف وراء نسف كل خطط الهيئة لتغيير الصورة السلبية عنها في أذهان الناس؟
معالي الدكتور عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ الرئيس الجديد للهيئة بث مؤشرات إيجابية في أول يوم وطئت قدماه فيه مقر الهيئة في العاصمة الرياض وباشر فيه العمل, فقد وجه رجل الهيئة المتواجد بالميدان بأن يكون وجها مشرقا للرئاسة وعمل الخير, وأن يؤدي عمله بأمانة وصدق، وأن يحرص على حسن الخلق والتعامل والرأفة، وأن لا يكون خفيفا يستثار, والأهم في مؤشرات معاليه المريحة لنا جميعا أنه قد وضع يده على زر الشفرة لحل اللغز المحير حين أعلن قرارا جريئا ومهما للغاية مضمونه موجه للمتعاونين غير الرسميين يفيدهم بأنه من الآن فصاعداً لن يكون هناك شيء اسمه متعاون, وأن أعضاء جهاز الهيئة سيقومون بالواجب، وسيكونون عند حسن ظن ولاة الأمر والمواطنين كافة.
أثار منع الرئيس العام للمتعاونين ردود أفعال مختلفة، من وجهة نظري أعتقد بأن معاليه قد وضع البداية الصحيحة للعمل الممنهج والمنظوي تحت مظلة رسمية بحتة تحكم منسوبيها الأنظمة واللوائح, ويخضعون بموجبها للمساءلة وتطبيق مبادئ الثواب والعقاب, فالتجارب أثبتت أن مشاركات المتعاونين في العمل الميداني قد ضخمت مشاكل الهيئة وظلت مشكلة شائكة تعترض العمل المنظم للهيئة من خلال الأعضاء الرسميين، فعبر بوابة التعاون الواسعة يدخل المئات، وهؤلاء في الغالب لا يخضعون لسلطة الهيئة ولا تنظيماتها، وغالبيتهم يأتون مدفوعين بالحماس غير المقنن، ويحملون أفكارا سلبية عن المجتمع, ويباشرون عملهم الميداني تعاونا أو تطوعا واضعين في أذهانهم كما هائلا من الشك والتوجس والريبة ما يجعلهم يقحمون أنفسهم في صراعات غوغائية لمجرد مواقف فردية من الممكن معالجتها بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أن بعض المتعاونين وأغلبيتهم لا تعلم الهيئة عنهم شيئا يضعونها في مواقف شديدة الحرج، وحدثت مثل هذه المواقف في مناسبات سابقة واحتفالات ومهرجانات وكانت تداخلات اندفاعية نسفت في أوقات سابقة جهودا وأعمالا منظمة.
وما دام أن معالي رئيس الهيئة قد أغلق موضوع العضو المتعاون نهائيا، وجدد ثقته بأعضاء الهيئة الميدانيين الرسميين مستهلا عهدا جديدا من العمل المنظم والهادف لخدمة المواطن وليس مضايقته وتنغيص عيشه ووضعه في مواطن الشك فإن المرحلة القادمة تستدعي متابعة تنفيذ هذا القرار، ولذا فإن أفكارا مهمة وعملية قد يثمر تطبيقها عن نتائج ملموسة لمنع المتطفلين على عمل الهيئة الرسمي, مثل منع الميدانيين من ارتداء المشالح والتي يرى بعض المتهافتين في لبسها وجاهة ومشيخة, وفرض زي رسمي يميز أفراد الهيئة عبارة عن ثوب بلون مختلف مع وضع بطاقة تعريفية لكل عضو لتسهل على قيادات الهيئة عمليات التوجيه والمتابعة.
shlash2010@hotmail.comتويتر abdulrahman_15