الدكتور عماد الدين خليل يقول في كتابه «العقل المسلم والرؤية الحضارية»: هل نطمح إلى استعادة دورنا الحضاري دون أن نتحقق بالشروط الضرورية لإعادة تشكيل العقل الإسلامي المعاصر، تماماً كما تشكلت عقول أجدادنا الرواد؟ فإن الجواب القاطع يكون بالنفي.
فبدون هذه الشروط والمعرفية والمنهجية لن نقدر على الإمساك بالحركة التاريخية لكي تمنحنا مكاناً تحت الشمس وترد إلينا دورنا المفقود وهو دور حضاري نعرف جميعاً طبيعة وظائفه وأبعاد تحققه التاريخي.
يقول المؤلف: لقد أريد للعالم أن يكون صالحاً لاستقبال الإنسان مناسباً لقدراته الخاصة، مستجيباً بقدر لمطامحه وأهدافه. لقد هيأت أرضية العالم لكي تحرث وتزرع ويكون الحصاد.
وبانتظار مجيء العقل الذي سيفكر واليد التي ستنفذ والإرادة التي ستشد بين رؤية العقل وقدرة اليد فإن العالم سيتشكل وفق صيغ ومعادلات تمكن القادم الجديد من أداء دوره الحضاري المرسوم.