ماذا لو قدَّم كل معلم سؤالاً اختيارياً لطلابه يتحدثون في الإجابة عنه عمّا يسعدهم..،
عن مفهوم السعادة لديهم..،
عن بواعث السعادة.. وأسبابها التي يرون،..
عن قناعتهم بوجود ما يسعدهم،..
ما الذي سيتوقّع أن يقوله أولئك الصغار من البشر..؟
هل سيتوقّع أن تكون سعادتهم في الحصول على أكواز من الآيسكريم..؟
أو قطع حلوى ممزوجة بالكاكاو..؟
أو ارتداء آخر تصاميم الأزياء..؟
أو قراءة الجديد من منتجات الصناعات, والنشر, والإلكترونيات..؟
أو مشاهدة الأفلام الخيالية والتنبؤية..,
أو التعرّف على الشخصيات القوية وإن كانت من القتلة وسفاكي الدماء وتجار الممنوعات..؟ أو حتى من عباقرة الإسرائيليين الذين تحار في حيلهم العقول الساذجة..,
أو إن سعادتهم مجرد كلمة مكونة من حروف خمسة لكنها باهتة المعنى في ضوء كل ما يربك وجدانهم في الحياة, ويشوِّه جمال تطلعاتهم..؟
وإن سرق هذه الفكرة الآباء وقرَّروا أن يجلسوا لأبنائهم, ويسألوهم عن السعادة هل ستفاجئهم إجاباتهم بأن ليس ثمة سعادة تؤدي إليها العلاقة الهشّة التي بينهم وبين هؤلاء الأبناء في ظل دواليب الحياة وسرعتها وانشغالهم عنهم؟
الصغار الذين يضحكون ببراءة, ويفرحون بعفوية..
أي أرض يقفون عليها..؟
وأي ظل يتفيأونه يمكن أن يرسم في نفوسهم معنى متألقاً للسعادة.. بعيداً عن المادي من معطيات الحياة حولهم.. وقريباً من روح الروح من معناها في نسيج مشاعرهم..؟ ترى, هل للسعادة مكان في صدور الكبار.. يمكن أن يرثه الصغار..؟ أم أن الصغار سيجدفون كثيراً, وطويلاً ليجعلوا لكلمة السعادة معنى... ومنها حضورا..ولها وجودا..؟